للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمَّا مَعْرفة مَن بنَاهَا:

فقَرَأتُ بِخَطِّ يَحْيَى بن جَرِير التَّكْرِيتِيّ، في كتابه الّذي ضَمَّنَهُ أوْقَات بناءِ المُدُن (١)، وقد قدَّمنا ذِكْرهُ (٢)، قال: بَعْدَ دَوْلةِ الإسْكَنْدَر ومَوْته باثْنَتي عَشرة سَنة بَني سَلُوْقُوسْ اللَّاذقِيَّة، وسَلُوْقِيَة، وأفَامِيَة، وبارَوَّا؛ وهي حَلَب، وأَذَاسَا؛ وهي الرُّهَا، وكَمَّلَ بناءَ أَنْطاكِيَة، وكان بناهَا قَبْلَهُ، أعْني أنْطاكِيَة، أنيطغنُوسْ في السَّنَةِ السَّادِسةِ من مَوْتِ الإسْكَنْدَر.

قال يَحْيَى بن جَرِير: بنَى أنطيْغنُوسْ المَلِكُ على نَهْر أَوْرَنْطَسْ مَدِينَةً وسمَّاها أنطوغنيا وهي التي كمَّلَ سَلُوْقُوس بناءَها، وزَخْرَفها وسمَّاها على اسْم وَلده أنْطيُوخُوس، وهي أنْطاكِيَة.

وذَكَر أحمد بن مُحمَّد بن إسْحَاق الهَمَذَانِيّ المَعْرُوفُ بابنِ الفَقِيه، فيما قَرأتُه في كتاب البُلْدان وأخْبارها من تأليفه، قال (٣): وقال الهَيْثَم بن عَدِيّ: أنْطاكِيَةُ بناهَا أنْطِيخُشْ المَلِكُ الثَّالثُ بعد الإسْكَنْدَر.

وقد ذكَرنا عن أبي العَلاءِ (٤) أنَّ الَّذي بَناها يُقالُ لهُ أنْطِيخنُوسْ المَلِك.

وقَرَأتُ في تاريخٍ قديم وقَعَ إليَّ، وعدَّدَ فيه مُلُوكَ سُورْيَة، قال: وهي بالشَّام، فذَكَرَ سَلُوْقُوسْ، وهو الّذي بنَى حَلَبَ وقِنَّسْرِيْن، ثمّ مَلَك بعدهُ أنطباخوسْ بن سوطر تسْعًا وعشرين سنةً، وبنَي أنْطاكِيَة، وسُمِّيَ الإلَه خَمْس عَشرة سنَةً.


(١) أبو نصر يحيي بن جرير التكريتي (ت بعد ٤٧٢ هـ)، تلميذ يحيى بن عدي، له اعتناء بالطب والفلك وغيره من العلوم، ترجم له ابن أصيبعة، ولم يذكر من بين مصنفاته ما يتصل بالمدن ومواقيتها، وأغلبها تتصل بالطب ومنافع الأدوية والرياضة، وأقرب العناوين للنقل أعلاه هو كتاب: المختار من كتب الاختيارات الفلكية، وهو كتاب كبير في علم النجوم رتَّبه على فصول وأبواب. انظر: ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء ٣٢٨ - ٣٢٩ (وفيه: الاختبارات)، کشف الظنون ٢: ١٦٢٤، الزركلي: الأعلام ٨: ١٤٠.
(٢) في الأبواب الأولى الضائعة من الكتاب.
(٣) ضمن الضائع من كتاب البلدان لابن الفقيه.
(٤) تقدم في هذا الباب "باب في ذكر أنطاكية".

<<  <  ج: ص:  >  >>