للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

تُوفِّي بحَلَب في رَجَب سَنَة اثنتَينِ وخَمْسِين وخَمْسِمائة" (١).

عبد الغنِي بن مُحَمَّد بن أبي القاسِم بن مُحَمَّد بن تَيْمِيَّة، أبو مُحَمَّد الخَطِيْب ابن الخَطِيْب أبي عَبْد الله الحَرَّانيُّ

" أنْشَدني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الحَنَفيّ، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، من لفظه، سَنَة أرْبَعين وستِّمائة؛ قال: أنْشَدني القاضِي الخَطِيْبُ أبو مُحَمَّد عَبْد الغَنِيّ بن مُحَمَّد بن تَيْميَّة لنَفْسهِ في الملِك النَّاصِر، صلاح الدِّين بن أبي المُظَفَّر يُوسُف بن مُحَمَّد بن غازِي بن يُوسُف سُلْطان حَلَب، خَلَّدَ اللهُ مُلْكه، وقد فَتَحَ حَدِيثةَ حَرَّان من أيْدِي الخُوَارزمِيّة، خَذَلَهُم اللهُ تَعالَى، سَنَة ثَمانٍ وثلاثين وستِّمائة، ووَفَد كَبِيرُ الحَرَّانيِّين عليه، مُهنِّئينَ له، وهو فيهم، فَخَلَعَ عليهم، وأحْسَن إليهم، وأوْرَدَ بين يَديهِ فِي القَلْعةِ فَصْلًا في الهناء: [من الخفيف]

قَدْ شَفَى اللهُ غُلَّةَ الأَكْبَادِ … ببُلُوغِ المُنَى ونيل المُرَادِ

وتَبَدَّى الزّمانُ غَضًّا جَدِيْدًا … حَيْثُ وفَّى سَوَالِفَ الميِعَادِ

وبَلَغْنَا المُنَى وغَايَةَ ما كُـ … ـنَّا نُرَجِّيْهِ مِنْ ضُرُوبِ الأيَادِي

أخْصَبَت أرْضُنَا بكُلِّ مَرامٍ … وأضَاءَتْ لنا بُرُوْقُ الغَوادِي

وحَبانا بجُوْدِهِ كُل نوءٍ … وأتانا بَسَيْلِهِ كُلُّ وادِي

وقَضَى الدَّهْرُ حاجِةً طَالَما طَـ … ـوَّل بالمَطْلِ وَعْدَها في الفُؤَادِ

هذه ذِرْوَةُ الكمالِ وقَدْ نيلَـ … ـتْ على رغْمِ أنْفُسِ الحُسَّادِ

نَالَها ذُوْ السّعاةِ المَلِكُ النَّـ … صِر كَافِي الإصْدَارِ والإيْرادِ


(١) ابن فضل الله العمري: مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ٦: ١١٧ - ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>