للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْشَأتَ تُنْكِرُ ما جَنَيْتَ وقُلْتَ خُذْ … قَلْبي المُعَنَّى في هَوَاهُ بذَنْبِهِ

ذُقْ مُرَّ ما اسْتَحْليْتَهُ وجَنَيْتَهُ … لا يُنْكِرُ المَغْرُورُ صَرْعَةَ عُجْبِهِ

واغْرَقْ بدَمْعِكَ في البُكَاءِ فرُبَّما … قَتَلَ المُتَيَّمُ نَفْسَهُ من كَرْبِهِ

وذَكَرَ ابنُ المِلْحِيّ له أبْيَاتًا أُخَر أثْبَتْناها في الكُنَى فيمَن كُنْيَته أبا الرِّضَا (١)، ولم يَعْرف ابن المِلْحِيّ ولا الحافِظ أبو القَاسِم ولا ابنُه اسْمَهُ.

قَرَأتُ في مُقدِّمَةِ شَرْح خُطْبَة أدَب الكَاتِب لابن قُتَيْبَة، تأليفُ أبي العَلَاء أحْمَدَ بن عَبْدِ الله بن سُلَيمان المَعَرِّيّ (٢)، قال: ذَكَرَ لي بعضُ الشُّبَّان أنَّهُ تَسْتَعْجم عليهِ مَوَاضِعُ في الكتاب المَعْرُوف بأدَب الكَاتِب، فلَم ألْتَفت إلى كَلامه، وبَلَغَني أنَّ مَوْلاي الشَّيْخ الجَلِيْل أبا الرِّضَا سَالِم بن الحَسَن بن عليّ، جَمَّل اللهُ الأدَبَ ببَقَائهِ، رَسَم لي إجَابَة تلكَ الطَّبَقَة، وعَلِمْتُ أنَّهُ غَنِيٌّ بأدَبهِ؛ لا يَرْغَبُ فيه لنَفْسِه، وإنَّما غَرَضُه أنْ يَنْتَفِع به سِوَاهُ، فأجَبْتُه إلى ما سَأل.

وتَكْفِيه شَهَادَةُ هذا الفَاضِل بما شَهِدَ لهُ بهِ.

سَالِم بن الحَسَن بن هِبَةِ الله بن مَحْفُوظ بن الحَسَن بن مُحَمَّد بن الحَسَن بن صَصْرَى التَّغْلِبِيُّ الدِّمَشقيُّ، أبو المُرَجَّا، وأبو الغَنائِم ابن الحافِظ أبي المَوَاهِب بن أبي الغَنائِم (٣)

من بَيْت الحَدِيْث والعَدَالَة بدِمَشْق، شَيْخٌ حَسَنٌ من المُعَدَّلين، وأُمَناءِ القُضَاة بدِمَشْقَ.


(١) في الجزء العاشر بعده.
(٢) من مؤلفات المعري التي لم تصلنا.
(٣) توفي سنة ٦٣٧ هـ، وترجمته في: التكملة للمنذري ٣: ٥٣٣، تاريخ الإسلام ١٤: ٢٣٨ - ٢٣٩، سير أعلام النبلاء ٢٣: ٦٠ - ٦١، الإعلام بوفيات الأعلام ٢٦٤، العبر في خبر مَن غبر ٣: ٢٢٩ - ٢٣٠، الوافي بالوفيات ١٥: ٧٩ - ٨٠، ابن دقاق: نزهة الأنام ١٢٣، النجوم الزاهرة ٦: ٣١٦، شذرات الذهب ٧: ٣٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>