للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

نَزَلْنا عن الأكْوَارِ نمشِي مَهَابَةً … ولو كان إنْصَافًا فَرَشْنا خُدُوْدَنا

وماذا عليْكُمُ أنْ نُرِيْقَ دمُوْعَنا … ونُجْرِيَ في تِلْكَ العُيُونِ عُيُوْنَنا" (١).

يَزِيد بن المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة الأزْدِيّ، أبو خَالِد

" زَعَم الوَاقِدي أنَّ يَزِيد بن المُهَلَّب إنَّما هَرَبَ من سِجْن عُمَر بعد مَوْت عُمَر.

قلتُ: وَجَدْتُ في مُسَوَّدَة تاريخ القاضِي كَمال الدِّين بن العَدِيْم الحَلَبيّ، أنَّ عُمَر حَبَسَ يَزِيد بن المُهَلّب وابْنه مُعاوِيَة بحَلَب وهَرَبا منها، واللهُ أعْلَمُ" (٢).

يعقُوب بن اللَّيْث الصَّفَّارُ، أبو يُوسُف

" قُلْتُ: ذَكَرَ القاضِي كمال الدِّين المَعْروف بابن العَدِيْم الحَلَبيُّ، رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى، في تاريخ حَلَب، حِكَايَةً يَلِيْق أنْ أذْكُرها هاهُنا، لأنَّها مثل هذه الحِكَايَة، وهي:

كان كِسْرى أنَوشَرْوَان بن قباذ قد وَلَّى رَجُلًا من الكُتَّاب نَبِيهًا، مَعْروفًا بالعَقْل والكفَايَة، يُقال له: بَابَك بن النَّهرُوان، دِيوانَ الجُنْد، فقال لكِسْرَى: أيُّها المَلِك، إنّكَ قد قَلّدتني أمْرًا من صَلاحِه أنْ تَحْتمل لي بعض الغِلْظَة في الأمور، وهي عَرْض الجنُود في كُلِّ أرْبَعة أشْهُر، وآخُذ كل طَبَقة بكَمال آلتها، ومحُاسَبة المُؤدِّبين على ما يأخذُون على تأدِيْب الرِّجال بالفُرُوسيّة والرَّي، والنَّظَر في مُبَالغَتهم في ذلك وتَقْصِيرهم، فإنَّ ذلك ذَرِيعة إلى إجْراء السِّياسَة مَجاريها.

فقال كِسْرَى: ما المُجاب بما سَأل بأحْظَى من المُجِيْب، لاشْتَراكهما في فَضْلِهِ، وانْفِراد المجيْب بعد الرّاحَة، حَقِّق مَقَالتكَ.


(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٨: ٦١، ٦٣ - ٦٤.
(٢) وفيات الأعيان ٦: ٣٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>