للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

وقال في صَدِيقٍ وَدَّعه: [من الكامل]

يا أيُها الغادِي إليكَ نَصِيْحَةً … مِنْ قبل تَوْدِيعٍ وحَثِّ مَسِيْرِ

أخْشَى يُفَرِّقُ عِيْسَكُمْ يَوْمَ النَّوَى … دَمْعِي ويُلْهِبُهُ شَرارُ زَفِيْرِيْ

فَخُذُوا أمَانًا مِنْ جُفُوْن دَمْعُها … هُتُنٌ وقَلْبٍ عَنْكَ غَيْرِ صَبُوْرِ

وأنْشَدَنِي؛ قال: أنْشَدنِي لنَفْسهِ أيْضًا، في الفَلَك بن المَسِيْرِيّ يَمْدَحه: [من الخفيف]

فلكَ الدِّيْن ما إلى غَيْر مَعْرُو … فِكَ سَيْرِي بالنَّاجِياتِ البُدْن

أنْتَ عَبْدُ الرَّحْمنِ لفْظًا وِمَعْنى … لسُمُو تُسْمَى الفَخارَ وتُكني

لَمْ يُجِزْنِي سِواكَ مالًا وَجَاهًا … ويُعنِّي ومنْ زَمَانِي يُجِزْنِيْ

إنْ لَوَتْ ليْتَ مَكْرُمَاتِكَ عَنِّي … غَفْلَةٌ فَهُوَ آخرُ العَهْد مِنِّي

حَاشَا للّهِ أنْ يُخيِّبَ فيمَنْ … هو رُوْحُ الوُجُودِ للقَصْدِ ظَنِّيْ

أوْ يَراني الحَسُوْدُ ممَّا أرَجِّيْـ … ـهِ لقَرْعِ الفَاقاتِ أقْرَعُ سِنِّي

ومَسِيْرِي إلى نَدَى ابنِ المَسِيْـ … ـرِيِّ بقَلْبٍ لأنْعُمٍ مُطْمَئن

بلْ مَعادِي يكُونُ عَنْهُ بما … عاد نِظَامُ الثَّناءِ عن جُوْدِ مَعْنِ

دامَ في نِعْمَةٍ لِعَلْيَاهُ يُغْنِي الحَمْـ … ـدُ إذ للعُفَاةِ بالمَالِ يُغْنِي" (١).

عليُّ بنُ أبي بَكْر بن عليّ، أبو الحَسَن الهَرَوي المَوْصِليُّ

" أنْشَدَنِي القاضِي الإمامُ أبو القَاسِم بن أبي الحَسَن الحَنَفيّ، أيَّدَهُ اللّهُ تعالَى، قال أنْشَدَني عليّ بن أبي بَكْر الهَرَويّ لنَفْسهِ، وهو ما ضَمّنهُ كتاب الإشَارات الَّذي تقدَّم آنفًا: [من الكامل]


(١) ابن الشعار: قلائد الجمان ٣: ٣١٤، ٣١٦ - ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>