للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو بِشْر التَّنُوخِيّ (١)

وقيل: أبو بَشِير.

حَكَى بعضَ أمْر وَقعَة اليَرْمُوك، وكان نَصْرَانيًّا من تَنُوخ، خَرَجَ من أنْطَاكِيَةَ مع بَاهَان مَلِك الرُّوم حينَ تَوجَّه إلى اليرمُوك، حَكَى ذلك عنه أبو جَهْضَم الأزْدِيّ، ذَكَرَ ذلك عَبْدُ اللهِ بن مُحَمَّد بن رَبيعَة القُدَّاميِّ، وأبو إسْمَاعِيْل مُحَمَّد بن عَبْدِ اللهِ الأزْدِيّ البَصْرِيّ (٢).

أبو بِشْر الوَزِيرُ الحَلَبيُّ النَّصْرانِيُّ (٣)

كان وَزِيرًا للأمِيْر مَحْمُود بن نَصْر بن صالح بن مِرْدَاس الكِلَابيِّ، أمير حَلَب، وكان قد سَاعَد محْمُودًا بماله حتَّى مَلَّكَه حَلَب واسْتَجْذَب إليه العَرَبَ، وكان مَحْمُود في أوَّل مُلكِه حَسَن الأخْلَاق، كَرِيم النَّفْسِ، ثمّ تغيَّر بعد ذلك على أصْحَابهِ وشحَّت نفسُه، وتغيَّرت أخْلَاقُهُ بعدَ رَحِيل السُّلْطان العَادِل ألْب أَرَسْلَان عن حَلَب، فتَغيَّر على وَزِيره أبي بِشْر.

وكان القَائِدُ أبو الحَسَن بن أبي الثُّرَيَّا، الّذي كان وَزِيرًا لعَطِيَّة بن صالح بن مِرْدَاس، قد سَعَى بأبي بِشْر ليَلِيَ وِزَارَة مَحْمُود، فقَبَضَ مَحْمُود أبا بِشْر الوَزِير، وطَالبَهُ بمالٍ جَلِيْل، وكان مَحْمُود قد رَغبَ في جَمْعِ المالِ وغَلَبَ عليه حُبُّ الدُّنْيا، فذَكَرَ له أبو بِشْر أنَّه عَاجِزٌ عن أدَاءِ ما طُوْلِبَ به، وأنَّهُ ممَّا لا تَصِل يَدُه [إليه] (a) ولا إلى


(a) إضافة من زبدة الحلب ١: ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>