رَوَى بأَذَنَة عن أبي أُمَيَّة مُحَمَّد بن إبْراهيم الطَّرَسُوسِيّ. رَوَى عنهُ القَاضِي أبو عَمْرو عُثْمان بن عَبْد اللّهِ الطَّرَسُوسِيّ.
نَقَلْتُ من خَطِّ القَاضِي أبي عَمْرو الطَّرَسُوسِيّ، قاضي مَعَرّة النُّعْمَان، في
كتابهِ الّذي وَسَمَهُ بسِيَر الثُّغُور: حَدَّثَنَا أبو أحْمَد الزَّاهِدُ بأَذَنَة، قال: حَدَّثَنَا أبو أُمَيَّة مُحَمَّدُ بن إبْراهيم بن مُسْلِم الطَّرَسُوسِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو عَاصِم الضّحّاكُ بن مَخْلَد الشَّيْبَانِيِّ النّبِيْلِ، قال: أُخْبِرتُ عن إبْراهيم بن أدْهَم أنَّهُ قال: لقد أعرَبْنا في كَلَامِنا فما نَلْحَنُ، ولَحَنَّا في أَعْمَالنا فما نُعْرِب.
أبو أحْمَد الهاشِمِيُّ
أميرُ الثُّغُور الشَّامِيَّة.
كان من وَلدِ العبَّاس بن عَبْد المُطَّلِب رَضِيَ اللّهُ عنهُ، وقَدِمَ حَلَبَ وَافِدًا على الأَمير سَيْف الدَّوْلَة، وذلك أنَّ أبا أحْمَد الهاشِمِيّ كان مُقِيْمًا بثَغْر طَرَسوس، فتَنَكَّر الطَّرَسُوسِيُّونَ على سَيْف الدَّوْلَةِ ابن حَمْدَان لظُلْمِهِ، وقبضِ وُقُوفِهم في أعْمَالهِ، وقَطَعُوا دَعْوتَهُ فتَضَمَّن رَشِيْق النَّسِيْميّ للطَرَسُوسِيِّيْن عِمارَةَ الثَّغْر إنْ أقامُوا الدَّعْوَة لأنوجُور بن الإخْشِيْذ وكَافُور بعدَهُ، فأجابُوا إلى ذلك، وكان أبو أحْمَد الهاشِمِيّ بطَرَسُوس فاجْتَمَع ومُحَمَّد بن الحُسَين بن الزَّيَّات وسَائر وُجُوه الطَّرَسُوسِيِّيْن في دَار ابن الزَّرَّادِ منهم، فأبْرَمُوا هذا الأمْرَ على أنْ يكُون أبو أحْمَد الهاشِمِيُّ وابنُ الزَّيَّات أَمِيْري الثُّغُور، فكان الخَاطِبُ يَخْطبُ لابن الهاشِمِيّ ولابن الزَّيَّات بعدَهْ، وأرْسَلُوا رسُولًا إلى أنوجُور وكَافُور في البَحْر يعرَفُ بأحمد بن الجَصَّاصِيّ من وَلدِ العَلَويّ البَصْرِيّ، وأضَافُوا إليهِ أمير قُبْرُس عليًّا وبَدْر النَّسِيْميّ.