للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومَضَى (a) وَقَدْ مَلأَ البِلادَ غَرائبًا … تَسْري كما تَسْري النُّجُومُ الطُّلَّعُ

ما كنتُ أعْلَمُ وهو يُودَعُ في الثَّرَى … أنَّ الثَّرَى فيه الكَوَاكِبُ تُودَعُ

جَبَلٌ ظَنَنْتُ وقد تَزَعْزعَ رُكْنُهُ … أنَّ الجِبَالَ الرَّاسياتِ تَزَعْزعُ

وعَجِبتُ أنْ تسَعَ المَعَرَّةُ قَبْرَهُ … ويَضِيْقَ عرْضُ (b) الأرْضِ عنه الأوْسَعُ

أسَفي عليه وقد مشَيْتُ وراءَهُ … ومُتالعٌ فَوْق المناكِب تُرْفَعُ

والشَّمْسُ كاسفَةُ الضِّيَاءَ كئيبةٌ … والجَوُّ مُسْوَّدُ الجَوَانِب أسْفَعُ

والأرْضُ عادمَةُ النَّسيمِ كأنَّما … سَدَّت منافسَهَا الرِّيَاحُ الأرْبعُ

لو فَاضَتِ المُهَجَاتُ يَوْم وَفَاتهِ … ما اسْتُكْثِرت فيه فكيفَ الأدْمعُ

إنِّي لمُحْتَشِم وقد دَخَل الثَّرَى … ويكُون لي كَبِذٌ ولا تتَقطَّعُ

أخْبَرَنا أبو اليُمْن الكِنْدِيّ في كتابِه، قال: أجاز لنا أبو عَبُد الله مُحَمَّد نَصْر القَيْسَرَانِيّ، وقال: وكَتَبَها عند قَبْر أبي العَلَاء بَمعَرَّة النُّعْمَان (١): [من الوافر]

نَزلتُ فزُرْتُ قَبُرَ أبي العَلَاءِ … فلم أرَ من قِرَىً غير البُكَاءِ

ألَا يا قَبْرَ أَحْمَدَ كم جَلَالٍ … تَضَمَّنَهُ ثَرَاكَ وكم ذَكَاءِ

وزُرْتُ قَبْر أبي العَلَاء في التُّربَةِ الّتي فيها مَقَابِر أهْله داخِل مَعَرَّة النُّعْمَان، بالقُرْبِ من آدر بني سُليْمان، رَحِمَهُ اللهُ.

أحمدُ بن عبد الله بن صالح عبْدِ الله بن صالح بن عليّ بن عَبْد الله بن العبَّاس، أبو جَعْفَر الهاشِميُّ الصَّالِحِيُّ

من أهل حَلَبَ، وَجَدْتُ ذِكُرَهُ في جُزءٍ وَقَعَ إليَّ بخَطِّ القَاضِي أبي طَاهِر


(a) المستدرك على الديوان وياقوت: أودى.
(b) المستدرك على الديوان وياقوت: بطن.

<<  <  ج: ص:  >  >>