للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجَعَل وِلَايَة هذه الصَّدَقَة بعدَ مَوْتهِ إلى ابن عَمِّه عَبْد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أبي جَرَادَة، وإلى أخيهِ أحْمَد بن هَارُون بن مُوسَى بن أبي جَرَادَة، وإلى أُمِّه فاطِمَة ابنَة عَبْد الله بن زُهَيْر.

والكتاب مُؤَرِّخٌ بشَهْر رَبيع الأوَّل من سَنَة تِسْع عَشرة وثَلاثِمائة، ويَغْلِبُ على ظَنِّى أنَّ زُهَيْر بن الحارِث المنسُوب إليه دَار السَّبِيْل بطَرَسُوس جَدّه لأُمِّه، وقد ذكَرْناهُ (١)، وتُوفِّيَ زُهَيْر بن هَارُون بحَلَب في حُدُود سَنَة أرْبَعيْن وثَلاثِمائة.

زُهَيْر المجنُون الأنْطَاكِيّ

مَذْكُور من عُقَلَاء المجانِيْن، حكى عنه الحَسَنُ بن يَزِيد الأنْطَاكِيّ حِكايَةً وشِعْرًا.

قَرَأتُ في كتابٍ وَقَعَ إليَّ من عُقَلَاء المَجَانِيْن لَم يذكر اسْم مُصَنِّفه، قال فيهِ: وحدَّث الحَسَنُ (a) / بن يزِيد الأنْطَاكِيّ، قال: كان عندنا مَجْنُون يُقال له زُهَيْر، وكان من أحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا، وأجْوَدهم شِعْرًا، وكانَ يألَفُ جَارِيَةً من بعضِ بناتِ القاسِم بن الحَسَن، فعبرت يوما وهو جَالِسٌ ومعه جَوْزَةٌ يُدَوِّمُ بها في الأرْضِ، فسَلَّمْتُ، فردَّ السَّلام، وقال لي: يا حَسَنُ، أتلعَبُ معي؟ قُلتُ: نَعَم إنْ أنْشَدْتَني شيئًا، فقال: اسْمَعْ، فقُلتُ: هَاتِ، فأنْشَدْني هذه الأبْيَات: [من الخفيف]

طَلعَ البَدْرُ ليلَةً فرِآهَا … ولقد كانَ لا يَرَاها حِجَابَا

فبقِيْ مُطْرِقًا وقالَ حَيَاءً … لَم يكُنْ مَطْلعِي عَلَيكِ صَوَابا

أَنْتَ بَدْرُ السَّماءِ لا شَكَّ فيهِ … فاعْلَمِي ذاكَ واعْذُرِيْني وَغَابَا


(a) ساقطة من ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>