يا مَن إذا غَابَ عنِّي لستُ أَنْسَاهُ … ومن أُصَافيه وُدِّي حينَ أَلْقاهُ
إِن كان مالكُ ماءُ الحُبِّ ألّفه … كما علمتَ فماء الحُبِّ أَفْناه
ثُمَّ سَعَى في شَأنِه حتَّى خَلَّصَهُ من السَّقَّاء.
وكانت وَفاة ابن السَّاعَاتيِّ بالقَاهِرة سَنَة أرْبَعٍ وستمائة" (١).
عليُّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود، أبو الحسن الكُوْفيُّ المَخْزُومِيُّ
" حَدَّثني القاضِي أبو القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة بحَلَب، أيَّدَهُ اللهُ، قال: أبو الحَسَن عليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود البَغْدَادِيّ الشَّاعِر، نَزِيل رَأس عَيْن، شَاعِرٌ مُجِيْدٌ، فَاضِلٌ، حَسَنُ المُذَاكَرة.
أخْبَرنِي أنَّهُ قدِمَ حَلَب مِرَارًا، واجْتَمَعْتُ به بِسنْجار في سَنةِ أرْبَعٍ وِعِشْرين وستِّمائة، وكان في أَوَّل مرَّة قَريبًا من المَلِكِ الأشْرَف، وكان يُنْفذهُ في رسائِل، ولمَّا اجْتَمَعْتُ به كانت أحْوالُهُ قد تناقَضَت عنده، فممَّا أنْشَدني لنَفْسهِ، وذكَرَ أنّهُ اقْتَرحَ عليه أن يَعْملَ في وَصْفِ الحَمَاحِم بالمَوْصِل، فسَألَهم في أي وَزْنٍ يُريدُونَ؛ وكان في وَلِيْمة؛ فقالوا: في الوَزْنِ الَّذي يُغنِّي به المُغَنِّي، فقال: فغَنَّى المُغَنِّي أبياتًا منه:
باكِر صبُوحَكَ يا نَديْمي … [ … ... … ]
ومُهَفْهَفٍ في وَجَهِهِ … جَيْشَانِ مِنْ زَنْجٍ ورُوْم