للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

عَبْدُ المُنْعِم بن عُمَر بن عَبْد الله بن أحْمَد بن خَضِر بن مَالِك بن حَسَّان، أبو الفَضْل الغَسَّانيُّ السِّنْديُّ الجِلْيانيُّ الحَكِيمُ الأَدِيْبُ

" وَقَفْتُ على تَرْجَمَتهِ في كتاب الخَريدة للعِماد الأصْفَهانيّ، وتاريخ حَلَب، وفي تاج المَعاجِم، وفي تاريخ بَغْدَاد لابن الدَّبَيْثيّ، وفي تاريخ بَغْدَاد أيضًا لابن النَّجار، فلَخَّصْتُ من جَميع ذلك (١): أنَّهُ وُلِدَ بجِلْيَانة من جِهاتِ غَرْنَاطَة سَنَة إحْدَى وثلاثين وخَمْسِمائة، واشْتَغلَ بالطِّبِّ والأدَب، ورَحَل إلى المَغْرب، واشْتَهَر هُنالك ذِكْرُه، وأقامَ مُدَّةً ببَغْدَاد؛ يَمْدَح ويُخالِط الأعْيَان والفُضَلاء، ويُطالِع كَتب الخَزائِن إلى أنْ تَفَنَّن.

واسْتَقرَّ بالشَّام، وصارَ طَبِيبَ المَارِسْتان السُّلطانيّ في السَّفر والحَضَر، أيَّامَ صَلاح الدِّين بن أيُّوب وبعده، إلى أنْ ماتَ بدِمَشْق سَنَة ثلاثٍ وستِّمائة.

ومَدح في أوَّل أمْره صَلَاحَ الدِّين بمَدائحَ مُخْتَصَرات، فأَعْطاه عليها ثلاثمائة دِيْنار مِصْريَّة، فحَسَدَهُ أحَدُ الحاضِرين وأظْهَر اسْتِكثارَ ذلك في حَقِّهِ، فزادَ السُّلْطانُ ثلاثمائة دِيْنار أُخْرَى" (٢).

"حَدَّثني القاضِي أبو القَاسِمِ عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الحَنَفيّ، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: أخْبَرني السَّدِيدُ بن عُمَر القَفْصِيّ؛ قال كان عَبْد المُنْعِم الجِلْيانيّ قليلًا ما يَمْتَدحُ النَّاس، وكانَ يَمْدحُ المَلِك النَّاصِر جالِسًا، وعَمِلَ له كتابًا في مَدائحه مُشَجَّرًا، وكان السَّبَب الَّذي دَعاهُ إلى عَملهِ، أنَّه لَزمهُ دَيْنٌ مِقْداره ثلاثمائة دِيْنار،


(١) ترجمته طويلة في الغصون اليانعة أثبتُ مما لخصه من المصادر المذكورة - ومنها كتاب ابن العديم - بقدر ما يكفي للتعريف به، وسمّاه ابن سعيد: "عبد المنعم بن مظفر الغساني الجلياني"، وسياقة اسمه المدرجة أعلاه من قلائد الجمان.
(٢) ابن سعيد الأندلسي: الغصون اليانعة ١٠٤ - ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>