للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

ثُمَّ وَلِيَ وِزَارَة المَلِك المُظَفَّر صاحِب حَمَاة إلى أنْ مات، ووَلِي الوِزَارَة لابْنِه وفوَّض إليهِ التَّدْبِير، وكان قبل وِزَارته بحَمَاة شَيْخ الشُّيُوخ بها، وهو من الفُضَلاء النُّبَلاء الرُّؤسَاء الفُقَهَاء، رَوَى الحَدِيث عن ابن كُلَيْب، وشَيْخنا ابن طَبَرْزَد.

وله شِعْرٌ حَسَنٌ، أَنْشَدني منه عدَّة مَقَاطِيع، وأخْبَرني أنَّ أصْله من كَفر طَاب، وأنَّ أهْل كَفَرْ طَاب كانوا من تَنُوخ وبَهْز، وسَكَن عندَهم جَماعَةٌ من الأوْس، وكانوا يُكْرِمونهم إلى أنْ اتَّفَق هَجْمَة الرُّوم لكَفر طَاب. انْتَهَى كَلام ابن العَدِيْم باخْتِصار" (١).

عبدَ العَزِيْز بنُ مُحَمَّد بن أبي الفَضَائِل بن أبي البَرَكات، أبو مُحَمَّد بنُ أبي المَعالِي البَغْدَاديُّ الوَاعِظُ، المَعْرُوف بابن الدِّيْناريّ

" أنْشَدني القاضِي الإمام كَمال الدِّين عُمَر بن أحْمَد بن أبي جَرَادَة الفَقِيه الحَنَفِيّ المُدَرِّس، أدَامَ اللّهُ تأيْيده، بحَلَب في سَنَة أرْبَعين وستِّمائة، قال: أَنْشَدني أبو مُحَمَّد عَبْد العَزِيْزِ بن مُحَمَّد بن أبي الفَضَائِل بن أبي البَرَكات الفَقِيه الشَّافِعِيّ البَغْدَادِيّ الوَاعِظ المَعْرُوف بابن الدِّيْنارِيّ لنَفْسهِ بحَلَب سَنَة اثْنَتَين وعِشْرين وستِّمائة: [من الطّويل]

غَزالٌ سَبانِي فاتِرُ الطَّرْف أحْوَرُ … يقدُّ الرّدينيَّات بالقَدّ أسْمَرُ

إذا ما رَنا أصْمَى الرَّميَّةَ لَحْظُه … وفي طَرْفِه سَيْفٌ من اللَّحْظِ أبتَرُ

وكم قَتلَتْ ألْحاظُه من مُتيَّمٍ … يُسَلُّ طَرْفِهِ سَيْفٌ باللَّواحِظِ خنْجَرُ

وقد أمْرَضَتْ جِسْمِي مِرَاضُ جُفونِه … ومُذْ فَتَرَت سُقمي بها ليسَ يَفْتُرُ

بِخَدٍّ نَقِيٍّ كاللُّجَيْن بياضةٌ … ومِنْ فَوْقهِ وَرْدٌ مِنَ الحُسْنِ أحْمَرُ

وثَغرٌ هو الإِغْريضُ لا بل لآلئٌ … مُنضَدَةٌ عند التَّبَسُّمِ تَبْهرُ


(١) المنهل الصافي لابن تغري بردي ٧: ٢٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>