للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أبا مُحَمَّد، يَنْصَرفُ أصْحَابُنا هؤلاء الّذين تَرَاهُم السَّاعَةَ خَائِبيْنَ إلى مَنَازِلهم، ونَنْصَرِفُ بهذه الأمْوَالِ قد مَلَكْنَاهَا دُوْنَهم، إنَّا إذًا للِئَام!.

ثُمَّ دَعَا مُحَمَّد بن يَزْدَاد، فقال: وَقِّعْ لآلِ فُلَانٍ بألفِ ألفٍ، ورِجْلُه في الرِّكَاب، ولآلِ فُلَانٍ بمثْلها، ولآلِ فُلَانٍ بمثلها، قال: فواللهِ إنْ زَال كذلك حتَّى فرَّقَ أرْبَعَةً وعِشرين ألفَ ألفٍ (a) ورِجْلُهُ في الرِّكَاب، ثُمَّ قال: ادْفَعِ البَاقي إلى المُعَلَّى لعَطَاءِ جُنْدِنا.

قال العَبْسِيّ (b): فَخَرَجْتُ حتَّى قُمْتُ نُصْبَ عَيْنهِ، فلَم أردّ طَرْفي عنه، [لا] (c) يَلْحَظُنِي إلَّا رَآنِي بتلكَ الحالِ، فقال: يا أبا مُحَمَّد، وَقِّعْ لهذا بِخَمْسِين ألف دِرْهمٍ من السِّتَّة آلاف ألفٍ، لا يَخْلِسَنَّ (d) نَاظِريّ، فلم يأتِ عليَّ لَيْلَتانِ حتَّى أخَذْت المالَ.

الفاءُ

الفُصَيْصِيُّ الحَلَبِيُّ

وهو من بَنِي الفُصَيْص التَّنُوخِيِّيْنَ الّذين كانُوا بحَلَب.

وَجَدْتُ ذِكْرَهُ هكذا في تاريخ المُخْتَار عِزَّ الْمُلْكِ أبي عَبْد اللهِ المُسَبِّحيّ (١) في حَوَادِث سَنَة إحْدَى عَشْرة وأرْبَعِمائة، وقد ذَكَرَ الشُّعَراءَ الّذين كَتَبُوا إليهِ ومَدَحُوهُ وعَدَّ جَمَاعَةً منهم، وقال: ومنهم المَعْرُوفُ بالفُصَيْصِيّ الحَلَبِيّ، من أهْلِ


(a) ابن عساكر: أربعة وعشرين ألف ألف درهم.
(b) الطبريّ: العيشي.
(c) إضافة من تاريخ الطبريّ وتاريخ ابن عساكر.
(d) الطبريّ وابن عساكر: يختلس.

<<  <  ج: ص:  >  >>