للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا مَالِكًا (a) نَقَضَ الوِدَادَا … أشْمَتَّ بالقُربِ البِعَادَا

وتَرَكْتَني والفِكْر (b) يأ … بَى أنْ يُرَوِّحَ لي فُؤَادَا

ارْجِع إلى حُسْن الوَفا … ءِ (c) فإنَّهُ إنْ عُدْتَ عَادَا

ودَع العِدَا فوَحُرمة الـ … ـعَلْيَاءِ لا بَلَغُوا مُرَادَا

من ضاعَ مِثْلي مِن يَديْـ … ـهِ فليتَ شِعْرِي ما اسْتَفادَا

قال: وذكَرَ لي، رَحِمَهُ اللهُ، أنَّ والده كَتَبَ إليه في جَوَاب ذلك هذين البَيْتَيْن: [من السريع]

يا مَلِكًا أصْبَح لي نَاصِرًا … إذ عزّ أعْوَان وأنْصَارُ

مُرْني بخَوْض النَّارِ والْعَنْ فَتًى … تَثْنيهِ عن طاعَتِكَ النَّارُ

قال القُوصِيّ: وهذا المَلِك كانت له سِيْرة جَميلة، وهِمَّة شَرِيفة، وتَمَذْهَبَ بمَذْهَب الإمام الشَّافِعيّ، وكان آباؤه على مَذْهَب الإمَام أبي حَنِيْفَة، وموْلده بالمَوْصِل.

أنْبَأنَا عبد العَظِيْم المُنْذِريّ (١)، قال: وفي أواخر رَجَب - يعني من سَنَة سَبْعٍ وستِّمائة - تُوفِّي المَلِكُ العادِلُ نُور الدِّين أبو الحَارِث أَرَسْلَان شَاه بن مَسْعُود بن مَوْدُود بن زَنْكِي بن آقْسُنْقُر، صاحِب المَوْصِل، في شبَّارة ظَاهِرِ المَوْصِل، وكُتِمَ مَوْته حتَّى دُخِلَ به إلى دَار السَّلْطَنَة. وكانت مُدَّة مُلْكِه سَبْع عَشرة سَنَة، وأحَدَ عَشر شَهْرًا، وكان عالي الهِمَّة، وقام بالأمْر بعْدَهُ وَلدهُ عِزّ الدِّين أبو الفَتْح مَسْعُود، وكان الثَّنَاءُ عليه جَمِيْلًا.

أَرَسْلَان اللَّانِيُّ، أبو الحَارِث

قَدِمَ بَالِس، وحَكَى عن قُبُور الشُّهَدَاء بصِفِّيْن. رَوَى عنهُ أبو الحَسَن بن نِيْخَاب الطِّيبِيّ.


(a) الديوان: غائبًا.
(b) الديوان: والشوق.
(c) روايته في الديوان: فارجع إلى رسم الصّفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>