للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال لي عَبْدُ الله: وكان من سِيْرة رِزْق الله أنَّهُ يكُون له دَيْنٌ على إنْسَانٍ، فإذا لقيَهُ في الطَّريق رجَعَ واخْتَفَى عن المَدِيْن ولا يَلْقاهُ، ويُسَيِّرُ إليه الحُجَّة الّتي لهُ عليهِ، ويقُول: واللهِ تعمَّدْتُ أنْ لا ألْقَاكَ لكي لا تَخْجل من دَيْني عليْكَ، وأنْتَ في حلٍّ من المالِ الّذي لي عليك، وهذه الحُجَّةُ الّتي لي عليك فخَرِّقها.

خَرَجَ رِزْقُ الله بن عُبَيْد من عندنا من حَلَب في سَنَة ثَمان وتسْعين وخَمْسمائة، وتوجَّه إلى سِنْجَار، وكان له بها زَاوِية، فأقامَ بها إلى أنْ مَات في حُدُود السِّتِّمائة، رَحِمَهُ اللَّهُ.

رِزْق الله بنُ يَحْيَى بن رِزْق الله بن يَحْيَى بن خَلِيْفَة بن سُلْطَان بن رِزْقِ الله بن غَنَائم (a) بن غَنَّام، أبو الطَّيِّب البَاجَبَّارِيُّ ثم الدُّنَيْسَرِيُّ (١)

سَافَرَ في طَلَب الحَدِيث، واجْتَهَد في سَمَاعه وتَحْصِيله، وقَدِمَ علينا حَلَب، وسَمِعَ معنا من جَمَاعَة من شُيُوخنا بها؛ سَمِعَ قَاضِي القُضَاة أَبا المَحَاسِن يُوسُف بن رَافِع بن تَميْم، والشَّريف أبا هَاشِم عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْل الهَاشِميّ، وعَمِّي أبا غَانِمِ مُحمَّد بن هِبَةِ الله بن أبي جَرَادَة، وأبا مُحمَّد عَبْد الرَّحمن بن عَبْدِ الله بن عُلْوَان الأسَدِيّ، والخَطِيْب أبا البَرَكات سَعِيْد بن هَاشِم، وأبا حَامد عَبْد الله بن عَبْد الرَّحمن بن العَجَمِيّ، وغيرهم.

ثُمَّ توجَّه من حَلَب إلى دِمَشْق، واجْتَمَعْتُ به بها، وسَمِعَ بها معنا من شَيْخنا قَاضِيها أبي القَاسِم عَبْد الصَّمَد بن مُحمَّد بن أبي الفَضْل الحَرَسْتانيّ، وأبي


(a) ابن اللمش: تاريخ دنيسر ١٩٢: غانم.

<<  <  ج: ص:  >  >>