للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البَدْر الأُرْمَوِيّ يَجْعَل في كُمِّه قِدْرًا صَغِيرَةً مَرْبُوطة في زَنْده ليَجْعَل فيها طَعَامًا يُزِلّه من الوَلِيْمَة الّتي يَحْضُرها، وكان وَاسِع الأكْمَام، فراقَبَهُ العَلَمُ الشَّاتَانِيّ إلى أنْ وَضَعَ فيها الطَّعَام، ومَلَأها، وغَافَلَهُ وضَرَب القِدْر على كُمِّه فانْكَسَرت، وتبدَّد جميع ما فيها من الطَّعَام وسَال في كُمِّه وامْتَلأ كُمُّهُ به، نجعَل البَدْر الأُرْمَوِيّ يَنْفُضُ كُمَّهُ ويُلوَّث به ثِيَاب النَّاس حتَّى وَصَل من ذلك إلى كَمَال الدِّين وجميع مَنْ في المَجْلِس.

قال لي الفَقِيه عِمَاد الدِّين أبو المجد إسْمَاعِيْل بن بَاطِيْش: ماتَ العَلَمُ الشَّاتَانِيّ في حُدُود سَنَة تسْعين وخَمْسمائَة بالموصِل، وهذا وَهْمٌ؛ والصَّحيحُ ما أنْبَأنَا به أبو الوَحْش عبد الرَّحْمن بن أَبي مَنْصُور بن نَسِيمِ، قال: أخْبَرَنا الحافظُ أبو المَوَاهِب الحَسَن بن هِبَة اللَّه بن صَصْرَى، قال: بَلَغَني وفَاته -يعني الشَّاتَانِيَّ- في شَهْر شَعْبان سَنَة تِسْعٍ وسَبْعِين، وقد جاوز السَّبْعِيْنَ، وقرأتُ ذلك بخَطِّ الحافِظ أبي المَوَاهِب في مُعْجَم شُيُوخه.

وكَتَبَ إلينا أبو عَبْد اللَّه ابن الدُّبَيْثِيّ (١) من بغداد أنَّ العَلَم الشَّاتَانِيّ تُوفِّي في شَعْبان سَنَة تِسْعٍ وسَبْعِين وخَمْسِمائَة، قال: وبَلَغَني أنَّهُ تَغَيَّر في آخر عُمْرِه.

ذِكْرُ مَن اسْمُهُ سُفْيان في آباءِ مَن اسْمُهُ الحَسَن

الحَسَنُ بن سُفْيان بن عَامِر بن عَبْد العَزِيْز بن النُّعْمان بن عَطَاءٍ الشَّيْبَانِيُّ، أبو العبَّاس النَّسَوِيّ البَالُوزِيُّ الحافِظُ (٢)

صَاحِبُ مُسْنَد الحَسَن بن سُفْيان.

حَافِظٌ كَبيرٌ، رَحَلَ رِحْلَةً وَاسِعَة دَخَل فيها الشَّام، وسَمِعَ بحَلَب أبا نُعَيْم


(١) ابن الدبيثي: ذيل تاريخ بغداد ٣: ٩٠.
(٢) توفي سنة ٣٠٣ هـ، وترجمته في: تلخيص تاريخ نيسابور للحاكم ٤٥، الجرح والتعديل ٣: ١٦، تاريخ =

<<  <  ج: ص:  >  >>