للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

له عُلْوَان: وَيْلك، وما الحَقُّ؟ فقال: الحَقٌ على كُلِّ رأسٍ سَبْعة دَنانِير، فلَطَمَهُ، وقال: تُسَمُّون المَظالِم حَقًّا؟! وقال لصَاحِب المَرْكِب: ارْجع، فعادَ، فاسْتَغاثُوا إليه: على رِسْلِك حتَّى نُعلمَ أمِير مَكَّة، فوَقَفوا إلى أنْ طالَعُوا صاحِب مَكَّة بأمْرِه، فقال: أطْلقُوه وجَميع مَن معهُ في المَرْكِب، ففَعَلوا ذلك، فلَّا وَصَلَ مَكَّة اجْتَمَع به صاحِب مَكَّة واعْتَذَر له، وقال: نحنُ قَوْمُ ضُعفاء، وما لنا إلَّا هذه الجِهَة، والمُلُوك قد استَولُوا على البلَاد، ولا يُؤدُّون لنا شَيئًا، فعندَ ذلك كَتَبَ الشَّيْخُ إلى المَلِك النَّاصِر - يَعْني صَلاح الدِّين بن أيُّوب - فشَفَعَ فيهم، وطَلَبَ لهم منه شَيئًا، فأقْطَعهُم الأقْطاع المَعْرُوف لهم بِمصْر، وبَطَلَ ذلك المَكْس الَّذي كان يُؤخَذ من الحاجِّ، وللّهِ الحَمد. انْتَهَى" (١).

عليّ بن أحْمَد بن مَكّيِّ الرَّازِي، الإمَام حُسَام الدِّين

" قال ابنُ العَدِيم: تفقَّه عليه بحَلَب عَمِّي أبو غَانِم وجَمَاعَةٌ، وسَمعَ منهُ عُمَرُ بن بَدْر المَوْصِليّ.

فَقِيهٌ فَاضِلٌ، له تَصانيفُ؛ منها: الخُلاصَة، ومنها: سَلْوَةُ الهُمُوم، جَمَعَه وقد مات له وَلد.

وكان قد وَرَدَ إلى حَلَب في أيَّامِ نُور الدِّين مَحْمُود، وأقامَ بالمَدْرسَةِ النُّورِيَّةِ في أيَّامِ العلَاءِ الغَزْنَويّ، فلمَّا تُوفِّي الغَزْنوِيّ ووَلِىَ المَدْرسَةَ بعدَه ابنه مَحْمُود، كان أبُو الحسَن الرَّازِيُّ هذا يُدبِّرُ حالَه. وتُوفِّي في سَنَة ثَمَانٍ وتِسْعين وخَمْسِمائة، وَدُفِنَ خَارج باب الفَرادِيْس" (٢).


(١) ابن فهد: إتحاف الورى بأخبار أم القرى ٢: ٥٣٩ - ٥٤٠.
(٢) القرشي: الجواهر المضية ٢: ٥٤٣ - ٥٤٤، ونقله عن القرشي منسوبًا لابن العديم ببعض التصرف ابن قطلوبغا: تاج التراجم ١٤٩ - ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>