للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

وَبِهِ تَوفِيْقِي

ذِكْرُ جَبَل اللُّكَام (١)

ويُقالُ لهُ أيضًا بَيْت لَاهَا الغَرْبيّ، ومَعْناهُ بالسُّرْيَانيَّة: بَيْت الله، وهو جَبَلٌ عالٍ مُشْرِف يَبِيْن عن مسيرة أربعَة أيَّام، ولا يزال به الثَّلْج في الشِّتَاءِ والصَّيْف، وهو مَسْكَن العُبَّادِ والزُّهَّاد. وفيه من الفَوَاكه المُبَاحَة ما يَقْتَاتُونَ به، وهو يَفْصِلُ بين الثُّغُور الشَّاميَّة والجَزَرِيَّة.

وكانتْ به وَقْعَةٌ لسَيْف الدَّوْلَة أبي الحَسَن عليّ بن عَبْد الله بن حَمْدَان مع الرُّوم؛ قَتَل منهم فيها ثَلاثين ألفًا. وقال أبو فِرَاس الحاَرِث بن سَعيد بن حَمْدَان في ذلك (٢): [من الطويل]


(١) جَبَل اللُّكَام: درج الجغرافيون المسلون على إطلاق اسم جَبَل اللكام على جبال طوروس، واللكام ليست إلا شعبة واحدة من جبال طوروس الداخلية (أنتي طوروس)، فيخرج من جبال طوروس جبال متشعبة، منها جبال على هيئة القوس تحتضن خليج الإسكندرونة من جهة الشرق والجنوب، هي جبال الأمانوس (اللكام)، يفصلها عن سلسلة جبال طوروس وادي نهر جيحان الأعلى. وهي جبال عالية ممتدة؛ يبلغ طولها نحو ٩٠ كم من الشمال الشرقي نحو الجنوب الغربي، على هيئة جدار تضريسي شاهق يفصل خليج الإسكندرونة في الغرب عن سهل العمق وغور نهر الأسود (قره صو) في جهة الشرق. انظر: ابن خرداذبة: المسالك ١٧٣، ابن الفقيه: كتاب البلدان ٨٢، ٥٩١، الإصطخري: مسالك ٥٦، ابن حوقل: صورة الأرض ١٦٨، ١٨٣، سهراب: عجائب الأقاليم ٩٦، المقدسي: أحسن التقاسيم ١٨٨، الإدريسي: نزهة المشتاق ١: ٣٥٣، ٢: ٦٤٦ - ٦٤٧، الحميري: الروض المعطار ٥١٠، موستراس: المعجم الجغرافي ٣٧٦، ٣٩٤، لسترنج: بلدان الخلافة ٣٨، طلاس: المعجم الجغرافي ٢: ٥٧.
(٢) لم يرد البيت في ديوانه، ولعله من الرائية المشهورة التي استشهد بها ابن العديم عند تعريفه بالعديد من المواضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>