للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخَرَبَّها نُور الدِّين مَحْمُود بن زَنْكِي بعدما تَسَلَّمها من الجُوسْلِين، بعد أن أَسَرَهُ على ما نذكره بَعْدُ (١) إنْ شَاءَ اللهُ.

بابٌ في ذِكْرِ قُوْرُس (٢)

وهي مَدِينَة كانت قديمةً من بناء الرُّوم، وبها آثار عظيمة، ويُقالُ إنَّ بها قبْر أُوِريَّا بن حَنان، وخَرَجَ منها جَمَاعَةٌ من الرُّواة، ولها ذكِرٌ في الفُتُوح.

ونكرها أحْمَد بن أبي يَعْقُوب بن وَاضِح في كور جُنْد قِنَّسْريْن والعَوَاصِم، فقال (٣): وكُورَة قُوْرُس مَدِينَةٌ قَدِيمةٌ، وأهْلُهَا قَومٌ من قَيْسٍ، وكان الغَالِبونَ عليها آل العبَّاس بن زُفَر الهِلَالِيّ.

وذَكَر أحْمَد بن يَحْيَى بن جَابر البَلَاذُرِيّ، فيما حَكاهُ في كِتَاب البُلْدان (٤) عن مَشَايخ الشَّام، قالُوا: وسَارَ أبو عُبَيْدَة يُرِيدُ قُوْرُس، وقَدَّمَ أمامَهُ عِياضًا، فتَلَقَّاهُ


(١) لعل الإحالة على خبرها في ترجمة نور الدين، ضمن الضائع من أجزاء الكتاب.
(٢) قُوْرُس: وهي أول مَدِينَة ثغرية في غربي حَلَب من مدن الثُّغُور الشَّامِيَّة، وذكرها ابن خرداذبة مرة كورة من العَوَاصِم وأخرى من الثُّغُور الجَزَرِيَّة، وعند الوطواط من العَوَاصِم، وهي على الحد بين الثُّغُور الشَّامِيَّة وقِنَّسْريْن، تبعد عن حَلَب نحو ٣٣ كم، (أو مسيرة يوم باعتبارات الجغرافيين القدامى)، وهي مَدِينَة رومية قديمة وكانت قليلة السكان، وقد تعرضت المَدِينَة لغزو الرُّوم في سنة ٢٩٣/ ٩٠٦ م، فقاتلهم أهلها ولم يستطيعوا صدهم، ودخلوا المَدِينَة، وأحرقوا مسجدها. وهي اليوم قرية من قُرى مَدِينَة كيلر التركية، وذكر كامل الغزي أنها القرية المعروفة الآن باسم: الشّيخ خوروز وتقع إلى الشمال الغربي من مَدِينَة كلز. انظر: ابن خرداذبة: المسالك ٧٥، ٩٧، ابن رستة: الأعلاق النفيسة ١٠٧، الطبريّ: تاريخ ١٠: ١٢٩، الإصطخري: مسالك ٦٥، ٦٧، ابن حوقل: صورة الأرض ١٨٥، ١٨٧، مجهول: حدود العالم ١٧٥، ياقوت: مُعْجَمُ البلدان ٢: ٢٦٤، ٤: ٤١٢، ابن الأثير: الكامل ٧: ٥٤٦، ابن شدَّاد: الأعلاق الخطيرة ١/ ٢: ١٠٣، أبو الفداء: تقويم البلدان ٢٣٥، الوطواط: مناهج الفكر ١: ٣٦٣، ابن الشحنة: الدر المنتخب ١٧٧، ٢٢٥، کامل الغزي: نهر الذَّهب ١: ٣٧٣ - ٣٧٤.
(٣) ضمن الضائع من كتاب البلدان لليعقوبيّ، ولم يذكره في تاريخه.
(٤) فتوح البلدان ٢٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>