دَخَلَ رَجُل للسَّلَام قال له ثَملٌ: أهذا الّذي أسرَكَ؟ فيقُول: لا، حتَّى جاءَ أبو هِلَالٍ الرَّاغِبِيّ، فقام المرَلُّس قَائمًا وسَجَد لأبي هِلالٍ تَعْظِيمًا، وقال لثَمل: أيُّها الأَمِيرُ، هذا الّذي أسَرَني، فقال أبو هِلَالٍ: ما أَعْرِفُ شَيئًا ممَّا تَقُول، ولا هو أَخيْذَتي! فاسْتَحْلَفَهُ ثَمِل بحَيَاتهِ، فقال: نَعَم؛ إلَّا أنَّهُ ليسَ من المُرُوءَة أنْ يُظْهرَ الرَّجُل أحسنَ أفْعَالهِ، وإنَّما يَحْسُنُ بالإنْسان أنْ يتحدَّثَ عنه غيره بما يأتي من الجَمِيل، قال ثَمل: يا أبا هِلال، لو غيرك أخَذَ المرَلُّس لَم يَسَعْنا معه أرْضُ النَّصْرانِيَّةِ، ولا أرْض الإسْلَام! قال أبو هِلَال: فأطْلق للسَّائس أنْ يَتَكلَّم، قال ثَمل: لا رَوْنق للكَذب ولا نَفَاذ.
أبو الهَيْثَم ابن القَاضِي أبي حَصِيْن عليّ بن عَبْد المَلِك بن بَدْر بن الهَيْثَم (١)
وَلِيَ الوِزَارَة لشَرِيف ابن سَيْف الدَّوْلَةِ.
وكان لهُ شِعْرٌ حَسَنٌ، ورَوَى عن أبي فِرَاس بن حَمْدَان، رَوَى عنهُ أبو المُطَاع ذو القَرْنَيْن ابن ناصِر الدَّوْلَة الحَسَن بن عَبْد اللَّه بن حَمْدَان.
أخْبَرَنا أبو حَفْص عُمَر بن مُحَمَّد بن طَبَرْزَد إذْنًا، قال: أنْبَأنَا أبو العِزّ أحْمَد بن عُبَيْد اللَّه بن كَادِش، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد الحَسَنُ بن عليّ الجَوْهَرِيّ، قال: وأنْشَدَنا الأَمِيرُ أبو المُطَاعِ، قال: أنْشَدَني الحَصِيْنِيُّ أبو الهَيْثم، قال: أنْشَدَني أبو فِرَاس (٢): [من الطويل]