للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَقُول في مَدْحه (a):

إذا ما امْتَطَى طِرْفًا وجَرَّدَ صَارِمًا … صَقِيلًا فأعْنَاقُ المُلُوكِ لَهُ غِمْدُ

أوِ اعْتَقَلَ الرُّمْحَ الرُّدَيْنيَّ كَفُّهُ … غَدَاةَ هيَاجٍ فالكُمَاةِ بهِ عِقْدُ

أنْشَدَني شِهَابُ الدِّين أبو حَامِدٍ أحْمَدُ بن المُفَضَّل بن رَوَاحَة الحَمَوِيّ، وأمْلَاها عليَّ من لَفْظه بِظَاهِر حِمْصَ، قال: أنْشَدَني الصَّفِيّ دَاوُد بن المَغْرِبيّ القُرَشِيّ لنَفْسِه في هَوَىً له، ومَدَحَ بها المَلِك المَنْصُور مُحَمَّد بن تَقِيّ الدِّين عُمَر صَاحِب حَمَاة: [من الكامل]

هَاتَا الحَدِيْثَ عَنِ الغَزَالِ الأغْيَدِ … وتَغَنَّيَا قَوْلَ الغَرِيْضِ ومَعْبَدِ

ثُمَّ اسْقِيَاني قَهْوةً ذَهَبيَّةً … صَفْراءَ صِرْفًا كالسَّنَا المُتَوَقِّدِ

مِن كَفِّ مَمْشُوقِ القَوَام مُهَفْهفٍ … كالصَّعْدَةِ السَّمْرَاءِ أسْمَرَ أمْلَدِ

في خَدِّهِ وَرْدٌ وآسٌ نَاضِرٌ … عَطِرٌ ذَكيُّ النَّشْرِ ريَّانٌ نَدِ

فكأنَّما قَوْسُ السَّحَابِ بخَدِّهِ … يَبْدُو لَنا في أخْضَرٍ ومُوَرِّدِ

ذي مُقْلَةٍ سَحَّارَةٍ سَخَّارةٍ … كَحْلَاءَ ما كُحِلَت بكُحْلِ الإثْمِدِ

آهٌ على بَرْدٍ بفيْهِ مُنَضَّدٍ … كالدُّرِّ في اليَاقُوت تَحْتَ زَبَرْجَدِ

وَالَهْفَتَا مَنْ لي برَشْفِ رُضَابِهِ … فَهْوَ الشِّفَاءُ لغُلَّةِ الدّنفِ الصَّدي

جَانٍ على العُشَّاقِ فتكَةُ لحْظِهِ … يُخْشَى كبَأسِ مُحَمَّدٍ ومُحَمَّدِ

دَاوُد الحَرَّانيّ

له ذِكْرٌ، وَجَّههُ المُعْتَصِمُ رَسُولًا إلى الرُّوم، فاجْتازَ بحَلَبَ أو ببَعْضِ عَمَلها، وحَكَى عن مَلِكِ الرُّوم. رَوَى عنهُ أحْمَد بن عبدِ الصَّمَد.


(a) الأصل: مدحها، والمراد: مدح أبي الفتح ابن الملك الناصر صلاح الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>