للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمِصْر والشَّام والعِرَاق لبُعْد المَسَافَة. وتُوفِّيَ بأطْرَابُلُس، وقَبْره هُناك على السَّاحِل، وقَبْر ابْنه صالح إلى جَنْبه رَحمهما اللّهُ.

أنْبَأنَا أبو عليّ الأَوَقِيّ، عن أبي طَاهِر السِّلَفِيّ، قال: أخْبَرَنا ثَابِت بن بُنْدَار، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد اللّه الحُسَين بن جَعْفَر السَّلَمَاسِيّ، قال: أخْبَرَنا الوَلِيد بن بَكْر الأنْدَلُسِيّ، قال: حَدَّثنا عليّ بن أحْمَد، قال: سَمِعْتُ صالح بن أحْمَد، قال: وماتَ أبي بعد السِّتِّين والمائتين.

أحْمدُ بن عبد اللّه بن طَاهِر بن الحُسَين بن مُصْعَب بن رُزَيْق في أَسْعَد بن زَاذَان الخُزَاعِيِّ، الأَمِير أبو الفَضْل ابن الأَمِير أبي العبَّاس ابن الأَمِير أبي طَلْحَة ذي اليَمِيْنين

أميرٌ فَاضِلٌ من الأُمَرَاء الكُبَرَاء، والأجْوَادِ الكُرَمَاءِ، قَدِمَ الشَّامَ، ونَزَل جَبَل السُّمَّاق، فاسْتَطَاب ماءَهُ، واسْتَلذَّ هواءهُ، وأُعْجبَ به إعْجابًا كَثيرًا، ورَحَل منه عن هَوَىً له، فقال أبْيَاتًا ذَكَرها السَّرِيّ المَوْصِلِيّ في كتابه الّذي سمَّاهُ المُحبّ والمَحْبُوب والمَشْمُوم والمَشْرُوب (١)، فقال: أنْشَد المُبَرَّد، قال: أنْشَدَني أحْمَدُ بنُ عبدِ اللّه بن طَاهِر لنفسِه: [من السريع]

يا جَبَلَ السُّمَّاقِ سَقْيًا لَكَا … ما فَعلَ الظّبْيُ الّذي حَلَّكا

فارَقْتُ أطْلالَكَ لا أنَّهُ … قلَاكَ قَلْبي لا وَلا مَلَّكَا

فأيَّ لذَّاتِكَ أبْكي دَمًا؟ … مَاءَكَ أمْ ظَبْيَكَ أمْ ظِلَّكَا

أم نَفَحاتٍ منكَ تُبْدِي (a) إذا … دَمْعُ النَّدَى إثْرَ الدُّجَى بَلَّكَا


(a) المحب والمحبوب: تأتي، وتقدم: تندى.

<<  <  ج: ص:  >  >>