للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَوْم كَذَا ومعك فُلَانٌ وفُلَان، سَمَّت (a) أُولئك النَّفَر، فانْصَرَفَ الرَّجُلُ، ولَم يأتِ بعِنَب وأخْبَرَهُم بما رَأى، فكَتَب وصيَّتَهُ، وكَتَبُوا. وكان مع شَرَاحِيْل بن عُبَيْدة وأصْحَابهِ، فكان من مُصِيْبَتهم ما كان.

ثُمَّ أُمِرَ بانْصِرَاف النَّاس إلى ذلك المَرْج الّذي رجعَت إليهم فيه بُرْجَان (b)، فاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيْدًا، فقُتِلَ هؤلاءَ النَّفَر جَمِيعًا، فيهم أبو كَرْب، وأرْسَلت بُرْجَان النَّارَ على ذلك المَرْج، وعلى قَتْلَى المُسْلِميْن فخَرَّقَتْ ما حرَّقَتْ، حتَّى انْتَهت إلى أبي كَرِب وأصْحَابهِ، فأطافَتْ بهم ولَم تَأكُل النَّارُ منهم أحدًا.

يعني: عام حَاصَر مَسْلَمَةُ بن عَبْدِ المَلِك القُسْطَنْطِينِيَّة (c).

أبو كُرَيْب الغَسَّانِيُّ (١)

وقيل فيه: أبو كَرْب الغَسَّانِيّ.

غَزَا الصَّائِفَة، واجْتازَ بِدَابِق، وقُتِلَ في وَقْعَة بُرْجَان شَهِيْدًا، وهو عندِي الأوَّل، واشْتَبه أَبو كَرْب بأبي كُرَيْب، أو صُغِّرت كُنْيَتُه، فإنَّ القِصَّة واحدةٌ، حَكَى عنه حِكايَة قَتْله عَطَاء بن قُرَّة السَّلُولِيّ.

أخْبَرَنا أبو حَفْص عُمَر بن مُحَمَّد بن طَبَرْزَد قِراءَةً عليهِ، قال: أخْبرَنا أبو القَاسِم بن الحُصَيْن، قال: أخْبَرنا أبو طَالب بن غَيْلَان، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْرٍ الشَّافِعيّ (٢)، قال: حَدَّثَنَا إبْراهيم بن إسْحَاق الحَرْبِيّ، قال: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بن العبَّاسِ، قال: حَدَّثَنَا عليّ بن الحَسَن، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّه بن المُبارَك، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمن بن يَزِيد بن جَابِر،


(a) ابن عساكر: وسمت.
(b) م: يرجل.
(c) هذه الجملة الأخيرة ليست في تاريخ ابن عساكر، إضافة من ابن العديم.

<<  <  ج: ص:  >  >>