للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَرْضُوضَان (a) بمِهْرَاسِ الوَفَا، مُطَيَّبان بطِيْبَة رقَّة عِشْق الهَوَى، ثمّ اطْوِه طَيّ الأكياس للأيَّام بالعَزَى (c)، وقَطِّعه بسَكَاكِين السَّهر جَوْف الدُّجَى، ورَفْضِ لَذيْد الكَرَى، ونَضِّده على جَاماتِ القَلَق والشَّهق (d)، وانْثُر عليه سُكَّرًا يُعمل (e) من زَفَرَات الحُرَق، ثُمَّ كُلْ بأنَامِل التَّفْويض في وَلائم المُنَاجَاةِ، بوجْدَان خَوَاطِر القُلُوب، فعند ذلك تَفْريجُ كُرَب القُلُوب، ومَحلُّ سُرُور المُحبّ بالمَلك المَحْبُوب. ثُمّ وَدَّعني وخَرَجَ، رَحِمَهُ اللّهُ.

أنْبَأنَا أبو رَوْح عَبْد المُعِزّ بن مُحَمَّد في كِتَابِهِ إليْنَا من هَرَاة، عن زَاهِر بن طَاهِر، قال: أنْبَأنَا أبو القَاسِم بن البُنْدَار، عن أَبي أحْمَد القَارئ، قال: أخْبَرَنَا أبو بَكْر الصُّوْلِيّ إجَازَةً، قال: وفيها - يعني سَنَة اثنتَيْن وخَمْسِين ومَائتَيْن - ماتَ زُرَافَة بمِصْر.

ذِكْرُ مَن اسْمُهُ زُرْعَة

زُرْعَة بن مُوسَى، أبو العَلَاء الكَاتِبُ الطَّبَرَانِيُّ النَّصْرانِيُّ (١)

شَاعِرٌ مُجيْدٌ، وكاتبٌ بَلِيْغٌ، لَهُ شِعْر حَسَن، وحَظٌّ وَافِر من الأدَب، وكان كَاتِبًا للأمِيْر مَكِين الدَّوْلَةِ أبي عليّ الحَسَن بن عليّ بن مُلْهَم، وقَدِمَ معَهُ من طَبِريَّة إلى حَلَب، وكَتَبَ لَه أيَّام وِلَايتهِ، فلَّمَا انْقَضَى أمْرُ ابن مُلْهَم، وتَسَلَّم حَلَب الأَمِير أبو سَلامَة مَحْمُود بن نَصْر بن صالح بن مِرْدَاس، قَصَدَ مَحْمُود واتَّصَل بِخِدْمَتِه، وكَتَبَ لَهُ وحَظِي عنده، وصَار عندَهُ في مَحلِّ الوِزَارَة، فلمَّا نَزل السُّلْطان ألْب


(a) حلية الأولياء: من ضوضان، تحريفٌ.
(b) الحلية وابن عساكر: بطينة.
(c) حلية الأولياء: بالعرا.
(d) حلية الأولياء: والسهر.
(e) حلية الأولياء: بعسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>