للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

قُلْ لمَنْ يَغْترُّ بالدُّنيَـ … ـا وقَدْ طالَ عَناهُ

هذهِ تُرْبَةُ مـ … ـنْ شَيَّدَ هذا وبَناهُ

طالَما أَتْعَبَهُ الحِرْصُ … وقَدْ هَدَّ قُوَاهُ

طَلَبَ الرَّاحَةَ في الدُنْـ … ـيَا فما نالَ مُنَاهُ

وأنْشَدَنِي، قال: نَقَلْتُ من خَطِّهِ، وأجازَ لي الرِّوَاية عنه: طَلَبَ بعضُ أُمَراء الشَّام قَميصًا يتبرَّك به من ثِيَابِه، فأنْفذَ لهُ قَمِيصًا ومعَهُ هذهِ الأبْيَات: [من السّريع]

قَمِيصُ عَبْد مُذْنبٍ غَافِل … زَمانُهُ في صَفْقَةٍ خَاسِرِهْ

فابْكِ على مَنْ ضَلَّ في غَفْلَةٍ … قد خَسِرَ الدُّنْيا معَ الآخِرهْ

وأنْشَدَنِي، قال: نَقَلْتُ من خَطِّه لنَفْسهِ هذهِ الأبْيَات، قالَها واشْتَدَّ بهِ ألَمُ ظَهْرِه، وعَجِزَ عن القيامِ بغير عَصا، وأظُنُّني سَمِعْتُها منه، واللّهُ أعْلَمُ: [من الخفيف]

لو تَرانِي كَسَعْفَة يَوْمَ رِيْحٍ … عَاصِفٍ إذْ مَشَيْتُ بالعُكَّازِ

خائِفًا زَاحِفًا أسِيْرُ على الأرْ … ضِ هُوَيْنَى في رِعْدَةٍ واهْتِزَازِ

شِبْهَ قَوْسِ النَّدَافِ يُزْعِجُهَا الضَّـ … ـرْبُ فَيَهْوِي بها كَرِيْشِ البَاز" (١).

عليّ بن الحَسَن بن عَنْتَر، شُمَيْم الحِلِّيّ

" من تاريخ ابن العَدِيْم: أنَّ شُمَيْمًا بلغَ في الْخَلْوة إِلى أنْ كان يَصل الصَّومَ، ثُمَّ يأكُل الطِّينَ فينزل برَجيعٍ ما فيه رَائحة، ويُشِمّه مَن يَدْخل عليه ليعلم مِقْدَار مَبْلغه من الرِّياضَة، فلذلك لُقِّب بشُمَيْم" (٢).


(١) ابن الشعار: قلائد الجان ٤: ٣١ - ٣٣.
(٢) ابن سعيد الأندلسي: الغصون اليانعة ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>