للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله المُكْتِب بطَرابُلُس في مَكْتَبهِ، قُلتُ: حَدَّثكم أبو الحَسَن رَشِيْقُ بن عَبْدِ اللهِ المِصِّيْصيِّ بالمِصِّيْصَة في شَعْبان سَنَة سَبْعٍ وأرْبَعين وثَلاثِمائة، قال: حَدَّثَنَا أبو الحَسَن مُحَمَّد بن عَوْن الدِّمَشقيّ، قال: حَدَّثَنَا أحْمَد بن أبي الحَوَارِيّ، قال: حَدَّثَنَا الوَلِيدُ، عن جَابِر، عن ابن [أبي] (a) عائِشَة، قال: إذا أرادَ المُتَكلِمِّ بكَلَامِهِ غير اللهِ عزَّ وجلَّ، زَلَّ عن قُلُوب جُلَسَائهِ كما يَزلّ الماءُ عن الصَّفَا (b).

رَشِيْقُ بن عَبْد الله، أبو الحَسَن النَّسِيْمِيّ (١)

مَوْلَى نَسِيم الشَّرَابِيّ مَوْلَى المُقْتَدِر.

كان قد حَصَل في الثَّغْرِ الشَّاميِّ مع مُحَمَّد بن الزَّيَّاتِ وَالي الثُّغُور، وكان له أثَرٌ صَالِحٌ في الجِهَاد، ولمَّا جَرَى من ابن الزَّيَّات ما جَرَى، وعَزَم على تَغْريق نَفْسهِ، على ما نَذْكُرُه في تَرْجَمَتِهِ (٢)، كَتَبَ وَصِيَّتَهُ وتقَدَّم إلى أخيهِ وإلى أبي الحَسَن رشِيْق النَّسِيْمِيّ أنْ يَطُوفُوا لَيْلَتهم في طَرَسُوس ويَحْفظُوا البَلَد، ثُمَّ غَرَّقَ مُحَمَّد بن الزَّيَّات نَفْسَهُ، فوَقَع الاتِّفاق من بَعْده على أبي الحَسَن رَشِيْق النَّسِيْمِيّ لأنَّهُ كان يُظْهرُ المَيْل إلى سَيْف الدَّوْلَة، فأهَّلَهُ أهْلُ طَرَسُوس للإمْرَة بها ووِلَايَة الثُّغُور الشَّامِيَّة، فكان رَشِيْق يَغْزُو بأهْل الثُّغُور، ويُنْكي في العَدُوّ نِكَايَات يَظْهر أثَرُها ويُتَناقَل خَبَرها، فمنها غَزَاتهُ في سَنَة اثْنَتَيْن وخَمْسِين وثَلاثِمائة الّتي سَارَ فيها


(a) مطموسة في الأصل، والإضافة من تاريخ ابن عساكر، وهو محمد بن أبي عائشة.
(b) بقية الصفحة بياض في الأصل، كلها سوى هذين السطرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>