للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

سُلَيمان بن عَبْد المَلِك

"لمَّا فَتَحَ أبو عُبَيْدَة حَلَب كما تقدَّم صُلْحًا أو عَنْوَةً، ودَخَلَ من بابِ أنْطَاكِيَة، فحَفَّ المُسْلِمُون بالأتْرَاسِ حتَّى بُنِيَت الشُّعَيْبِيَّة، وكانت تُسَمَّى قَدِيمًا بمَسْجِد الأتْراس ثُمّ بالغَضَائِريّ، صالَحُوا أهْلها على القَوْل بأنَّها فُتِحَت صُلْحًا على موضع المَسْجِد الجامع، فاخْتَطَّهُ الصَّحَابَة رَضِي اللهُ عنهم، وكان بُسْتانًا للكَنِيْسَة الَّتي هي الحَلَاوِيَّة الآن. والجُبّ الَّذي فيه كان دُولابًا للبُسْتان، ثُمّ جدَّدَهُ سُلَيمان بن عبد المَلِك.

ولَم يَذْكر ابن العَدِيْم في تَرْجَمةِ سُلَيمان أنَّ سُلَيمان بَناه. وقال في مكانٍ آخر: وبَلَغَني أنَّ سُلَيمان هو الَّذي بَناهُ، كما رَأيْتُه بخَطِّ ابن عَشائِر، ولَم يَبْقَ فيه من بناءِ سُلَيمان سِوَى السُّور" (١).

سُليَمان بنُ الفَضْل بن سُليَمان بن الحُسَين بن إبْرَاهيم، أبو المحَاسِن الدِّمَشقيُّ المَعْرُوف بابن البَانْياسِيّ

أخو القاضِي نَبَأ قاضي حَلَب.

"حَدَّثني القاضِي الإمامُ أبو القَاسِمِ عُمَر بن أبي الحَسَن الحَنَفيّ، أيَّدَهُ اللهُ تعالَى، قال: قَدِمَ علينا أبو المحَاسِن حَلَب، رَسُولًا من المَلِك العَادِل أبي بَكْر مُحَمَّد بن


= اللهُ تحت هذه الشجرة، ونُور الدِّين إذ ذاك يحاصر حَارِم، وهي في أيدي الفِرِنْج سَنَة تِسع وخَمْسِين وخَمْسِمائة. فقال مَجْد الدِّين: كنتُ أتمنى أنَّ نُور الدِّين فتح حارم، ويعطيني إياها، فقال صلاح الدِّين: أتمنى على الله مِصْر. ثُمَّ قالا لي: تمنَّ أنت شَيئًا؟، فقُلْتُ: إذا كان مَجْد الدِّين صاحب حَارِم وأنت صاحب مِصْر، لا أضيع بينكما. فقالا: لابد من أنْ تتمنَّى شَيئًا. فقُلْتُ: إذا كان ولابد من ذلك فأتمنّى عمّ. فقدَّر الله أن نُور الدِّين كسر الفِرِنْج وفتح حارم وأعطاها مَجْد الدِّين، وأعطاني عمّ، وقدر الله أن أسَد الدِّين فتح مِصْر ثُمَّ آل الأمر إلى أن ملكها صَلاح الدِّين".
(١) سبط ابن العجمي: كنوز الذهب ١: ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>