للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

وفي سَنَة إحْدَى وعِشْرين قَدِم أبو نَصْر إبراهيم هذا إلى حَلَب أيضًا فدَخَلَها ومَلَكها، وفَرِحُوا به، ونادوا بشِعَاره.

وخرَجَ صاحِبُ أنْطَاكِيَة فأتاها ونازَلَها، فتَردَّدت الرُّسُلُ لمَّا ضايقَ حَلَب، فرَكِبَ أبو نصر وعزيزُ الدَّوْلَة في خَلْقٍ عَظِيم، فترَاسَلُوا، فانْعَقَدت الهُدْنة، وحَلَف لهم، وحَمَلُوا إليه ما افْتَرَضَهُ، ولطفَ الله.

ثُمّ بعد مُدَّةٍ سارَ أبو نَصْر، وأعْطاهُ الأتابَك زَنكِي نَصِيْبين، فَملكها إلى أنْ ماتَ في ثاني عَشر شَعْبان سَنَة اثْنَتَين وخَمْسِين.

قال ابنُ العَدِيْم في تارِيْخِهِ: أخْبَرني بذلك بعضُ أحْفاده" (١).

إِبْرَاهِيم بن سُلَيمان بن حَمْزَة بن خَلِيْفَة، الكاتِبُ، جَمالُ الدِّين ابن النَّجَّار القُرَشيّ، الَدِّمَشْقيّ المُجَوِّد

"ذَكَرَهُ ابنُ العَدِيْم رَحِمَهُ اللهُ في تارِيْخِهِ، فقال: كَتَبَ للأمْجَد صاحِب بَعلَبَكّ، وأقامَ فِي خِدْمته مُدَّة، ثُمّ سافَرَ إلى الدِّيار المِصْريَّة وتَولي الإشْرَاف بالإسْكَنْدَريَّة، ثُمّ عاد إلى دِمَشْق.

اجْتَمَعتُ به، وأنشَدَنِي شَيئًا من نَظْمِه. وقد قَرأ الأدَب على الكِنْدِيّ، وفِتْيان الشَّاغُوريّ" (٢).


(١) تاريخ الإسلام ١٢: ٤٣.
(٢) تاريخ الإسلام ١٤: ٧٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>