للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البَدِيْعُ الحَلَبِيُّ

شَاعِرٌ ذَكَرَهُ ابنُ الزُّبَيْر فيمَن قَدِمَ الدِّيَار المِصْرِيَّة من الشَّام، في جِنَان الجِنَان وريَاض الأذْهَانِ، وذكَرَ له هذه الأَبْيَات: [من الكامل]

وإذا الفَتَى قحطَتْ بهِ أيَّامُهُ … لم يُرْضِهِ فِعْل الزَّمانِ الأَنْكَدِ

يُمْسِي ويُصْبح في اكْتئاب (a) مُمرَّضٍ … يَرْنُو إلى الدُّنْيا بعَيْنَي أرْمَدِ

وكَثِير أيَّام الحَيَاةِ أقَلُّ من … أَنْ يُبْتَلَى بِتَفرُّق وتَبَعُّدِ

قَرَأتُ في كتاب جَامِع الفُنُون، تأليفُ أبي الحُسَين بن الطَّحَّان المُغَنِّي (١)، في باب ما مُدِحَ به المُغَنُّون في زَمَاننا هذا، يعني زَمَانَهُ، قال: وللبَدِيْعِ في: [من الكامل]

لو كانَ يُرْزَقُ بالفَضائِل فَاضِلٌ … كانت بفَضْلِكَ تُقْرَنُ (b) الأرْزَاقُ

فلَقَد حَوَيْتَ أبا الحُسَينِ فَضَائلًا … لَم يَحْوِها فيما مَضَى إسْحَاقُ

قَرَأْتُ في تارِيخ الأَمِير مُخْتَار المُلْكِ المُسَبِّحيّ في حَوَادِثِ سَنَة إحْدَى عَشْرة وأرْبَعِمائة ذِكْر جَمَاعةٍ منٍ الشُّعَراء الّذين مَدَحُوه وكَتَبُوا إليهِ، وكانوا مَوْجُودين في هذا التَّاريخ، فذَكَرَ جَمَاعَةً، وقال (٢): ومنهم البَدِيْعُ الحَلَبِيُّ وأنَّهُ شَاعِرٌ مُتَوسِّطُ الشِّعْر، فمِمَّا كَتَبَهُ إليَّ قَوْلهُ: [من مجزوء الكامل]

يا أيُّها المَلِكُ الّذي … طابَتْ أَرُوْمَةُ عُوْدِهِ

والسَّيِّدُ السَّامِي إلى … أعْلَى مَنَاقِبِ صيْدِهِ


(a) م: اكتباب، وكتب ابن العديم في هامش الأصل: "ح: اكىنان"، [كذا مهملة الحرف الثالث].
(b) جامع الفنون: ترزق.

<<  <  ج: ص:  >  >>