لو زُرْتَنْي أنآكَ كارِهُ باطِني … عنِّي كما أدْنَاكَ رَوْنَقُ نَاظِري
وجَهِلْتَني فقَصَدْتَني وقَرِيْنَةُ الـ … ــحِرْمَانِ كدْيَةُ شَاعِرٍ مِن شَاعِرِ
هكذا ذَكَرَ ابن الزُّبير؛ وأظُنُّه -واللَّهُ أعْلَمُ- أبو سَعْد عَبْد الغَالِب بن أبي حَصِيْن، وهو شَاعِر كَثِيْر الشِّعْر، وقد تَقَدَّمَ ذِكْرهُ (١).
أبو سَعْد بن عَلِيْجَة النَّسَوِيُّ
ذَكَرَ أنَّهُ سَمعَ صَحِيْح البُخاريّ إمَّا عن الكُشْمَيْهَنيّ أو مَنْ في طَبَقَته، وسَمعَ الحَسَن السَّمَرْقنديّ، لَقِيَهُ المُؤْتَمَن السَّاجِيّ بحَلَب، وحَكَى عنه ما يَدُلّ على كَذبهِ.
أخْبَرَنَا أبو القَاسِم عَبْدُ اللَّه بن الحُسَين الأنْصَاريّ قِراءَةً عليهِ، قال: أخْبَرَنَا الحافِظُ أبو طَاهِر أحْمَدُ بن مُحَمَّد السِّلَفِيّ إجَازَةً، قال: سَمِعْتُ الشَّيْخ الإمَام أبا نَصْر المُؤْتَمَن بن أحْمَد بن عليّ السَّاجِيّ البَغْدَاديّ يَقُول: دَخَلتُ حَلَبَ فرَأيْتُ أبا سَعْد بن عَلِيْجَةَ النَّسَوِيَّ، وذَكَرَ لي أنَّهُ سَمعَ صَحِيْح البُخاريّ بعُلوٍّ إمَّا عن الكُشْمَيْهِنيّ أو مَنْ كان في طَبَقَته، فطَالبْتُه بالأصْلِ، فقال: قد قُرِئَ عليَّ بحَرَّان وليس معي أَصْلِي، فلمَّا دَخَلْتُ حَرَّان حَضَرْتُ ابنَ جَلَبَة (a) قَاضِيها، وكان له قَارِئٌ يَقْرأ الحَدِيْث في مَجْلِسهِ، فسَألتُ عن ذلك، فقيل لي: ذَكَرَ أنَّهُ سَمَاعُهُ وأخَذْنا نُسْخَةً فقَرأناهُ عليه، فلمَّا دَخَلْتُ نَيْسَابُور ذَكَرتُه للحَسَن السَّمَرْقنديّ فقال: هو دَجَّالُ من الدَّجَاجِلَةِ، كان يَسْمَعُ عليَّ من حَدِيث إسْمَاعِيْل الصَّابُونِيّ ومَنْ في طَبَقَته ثمّ يُسْقطنِي من البَيْن، ويُثْبتُ في كتابهِ عنهم.