مَطَرَتْ ولم يَفْتَح لها … للوَعْدِ بالإِيْمَاضِ جَفْنَا
بَلْ سَحَّ وابِلُها ولم … نَسْتَسْقِهَا سَحًّا وهَتْنَا" (١).
مَحْمُود بن زَنْكِي، نُور الدِّين
" نَقَلْتُ من خَطِّ الصَّاحِب العالِم كَمال الدِّين أبي القَاسِم عُمَر بن أحْمَد بن هِبَة الله بن أبي جَرَادَة في كتاب تاريخ حَلَب الَّذي صَنَّفَهُ، وسَمِعْتُ من لَفْظِه: أنَّ نُور الدِّين، رَحِمَهُ اللهُ، كان مع أبيهِ بحَلَب، فلمَّا حاصَرَ أبوه قَلْعَة جَعْبَر، وقُتِلَ عليها، قَصَدَ حَلَب وصَعِدَ قَلْعَتها، ومَلَكها في شَهْر رَبِيْع الأوَّل من سَنَة إحْدَى وأرْبَعين وخَمْسِمائة، وأحْسَنَ إلى الرَّعِيَّة، وبَثَّ العَدْل، ورَفَعَ الجَوْر، وأبْطَل البِدَع، واشْتَغَلَ بالغَزْو، وفَتَحَ قِلَاعًا كَثِيرة من عَمَل حَلَب كانت بيَدِ الفِرِنْج.
وحَدَّثَ بحَلَب ودِمَشْق عن جَماعَةٍ من العُلَماء أجازوا له، منهم: أبو عَبْد الله بن رِفَاعَة بن غَدِير السَّعْدِيّ المِصْريّ.
رَوَى عنه جَماعةٌ من شُيُوخنا مثْل: أبي الفَضْل أحمد، وأبي البَرَكات الحَسَن، وأبي مَنْصُور عَبْد الرَّحْمن بن أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن الحَسَن بن هِبَة الله الشَّافِعِيّ.
قال: ووَقَفْتُ على رُقْعةٍ بخَطِّ الوَزِيْر خَالِد بن مُحَمَّد بن نَصْر بن القَيْسَرَانيّ كَتَبَها إلى نُور الدِّين، وجَوابها من نُور الدِّين على رَأسِ الوَرَقة وبين السُّطُور؛ فنَقَلْتُ جَمِيعَ ما فيها من خَطّيهما.