للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو جَعْفَر بن أبي كُرَيْث - أو: ابن أبي كُرَيْب - الخاطِبُ المِصِّيْميُّ

خَطِيْبُ المِصِّيصَة، لهُ ذِكرٌ.

قَرَأتُ في شِعْر العبَّاس الخيَّاط المِصِّيْصيّ أبياتًا في أبي جَعْفَر الخَاطِب المِصِّيْصيّ يَهْجُوه: [من مجزوء التقارب]

لنا خاطِبٌ من خَرِو … يُكَنَّى أبا جَعْفَرِ

له خُطَبٌ بَرْدُها … يَحضُّ على المُنْكَرِ

فقُل لأبي الأَصْبغ … الأَمِيرِ ولا تصْغرِ

يُعِدُّ له جُبَّة … وفَرْوًا مع المِمْطَرِ

فإنِّي على بَردِهِ … منَ البُعْدِ لَم أَصْبِرِ

فكيفَ تُرَى حَالُ مَنْ … إلى جَانِب المِنْبَرِ

ومن شِعْر العبَّاس فيه أيضًا: [من الخفيف]

يستَريحُ العِبَادُ لو قَدْ عَميْتا … يا بَغِيْضًا مِنَ الرِّجال مَقِيْتا

لكَ في مِنْبَر المِصيصَةِ (a) وَعْظٌ … يُنْشِفُ الحُزْنَ ثُمّ يُنْسِي (b) القُنُوتَا

ذاكَ مِن أجْل أَنَّ حلْقَكَ فيهِ … جَمَلٌ ليسَ يستَطِيعُ السُّكُوتا

أنْتَ لو شِئْتَ أنْ تكُون بَلِيغًا … لَلَزِمْتَ السُّكُوتَ حتَّى تَمُوتَا

وكان هذا العبَّاسُ المِصِّيْصي مُوْلَعًا بهَجْو النَّاسِ والأكَابِر منهم، حتَّى أنَّهُ لا يكادُ يقَع له شِعْر في غير الهِجَاءِ، ولَم يَقَع في هَجوه هذا طَعْنُ على أبي جعْفَر الخَاطِب في دِيْنهِ، فدَلَّ على صَلَاحهِ.


(a) فوقها بخط صغير: "خف"، لتخفيف الصاد الأول خلاف المعروف لضرورة الوزن.
(b) م: نمسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>