للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألَا هَلْ إلى حَثّ المَطَايا إليْكُمُ … وشَمِّ خُزَامَى حَرْبَنُوشَ سَبِيْلُ

وهَلْ غَفَلَاتُ العَيْشِ في دَيْر مَرْقُسٍ … تَعود وظِلُّ اللَّهو فيه ظَلِيْلُ

إذا ذكَرَتْ لذَّاتَها النَّفْسُ عنْدَكُم … تلاقَى عليها زَفْرَةٌ وعَوِيْلُ

بِلادٌ بها أَمْسَى الهَوَى غير أنّني … أميْلُ مع الأقْدَار حيثُ تَمِيْلُ

ذِكْرُ جَبَل السُّمَّاق (٥)

وهو جَبَلٌ يَشْتملُ على جِبَال وقُرَىً من أنْزَهِ البِقَاعِ وأعْجَبها، وأحْسنِ الأماكنِ وأطْيَبها، وفيه من الأبْنيَة الرُّومِيَّة والآثار، والفَوَاكِه الحَسَنَة والثِّمَار، ما يتجاوز الوصْف، ويسرُّ النَّفْس، ويُقرّ الطّرف. ويُزْرع في أرْضِه القَطَانِي كُلّها، والقِثَّاء والحُبُوب، فتأقي على أكْمل ما يكونُ في الأراضي الّتي تُسْقَى بالماء، وكذلك أشْجَاره فإنَّها قد عَمَّت الجِبَال والبِقَاع والأوْدِيَة والتِّلَاع، من التِّيْن والعِنَب والفُسْتُق واللَّوْز والجَوْز والتُّفَّاح والمِشْمِش والكُمَّثْرَى والسُّمَّاق، وإنَّما عُرِفَ بجَبَل السُّمَّاق لكَثرتهِ فيه، وسُمَّاقُهُ أجْوَدُ من غيره.

وقُراهُ قُرى نَزِهَةٌ عَامِرَةٌ، وفي بَعْضِها ماء نَبِع وعُيُون وأكْثَرها من ماء المَطَر، وفي قرَاها قَرْيَةٌ يُقالُ لها: إصْطمَك (٦)، فيها مَصْنعٌ عَظيمٌ للماءِ من بناء الرُّوم، مَبْنِيّ بالحَجَر الهِرَقْليّ على قَناطر كَثِرة مُحْكمة البناء، وهو من عجَائب العَمَائِر.


(٥) جَبَل السُّمَّاق: أو جَبَل بَنِي عليم ويسمى الآن جَبَل الزاوية، يقع إلى الشرق من جَبَل بهراء وتنوخ، ويعرف قسمه الشمالي بجبل الأربعين لمقام معروف عليه، وجعلهما ابن العديم جبلين: جَبَل بَنِي عليم مشرف على جَبَل السماق، وهو يشتمل على مدن كَثِيْرة وقرى وقلاع، وتسميته بالسماق لكثرته فيه، ويشرف على سهول حَلَب الغربية، وهو من أشد جبال الشمال السوري وعورة نتيحة لانتشار الصخور الكلسية والبركانية المتباينة في الارتفاع والانخفاض، ويبلغ ارتفاع جَبَل الزاوية نحو ٨٠٠ كم، ويفصله عن جَبَل بهراء وتنوخ وادي نَهْر العاصي وسهل الغاب. انظر: ياقوت: محجم البلدان ٢: ١٠٢، طلاس: المعجم الجغرافي ١: ١٩٦، ٥٤٦، ٢: ٦٩.
(٦) إصطمك: وتسمى اليوم: المسطومة، قرية نتبع منطقة ومحافظة إدلب، وتقع بين مدينتي إدلب وأريحا، على بعد ٧ كم من كل منهما. المعجم الجغرافي للقطر العربي السرري ٥: ٢٤٢ - ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>