للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعليٌّ أبُوكَ ما زالَ فينا … بَاقِيًا شَخْصُهُ وشَخْصُكَ بَاقِ

فأنْفَذَ إليه ثِيَابًا، وأهْدَى إليهِ أشْيَاء حَسَنَةً، فعَمِل هذه الأبْيَات، ولم يُنْشدهُ إيَّاها، وخَرَجَ من اللَّاذقِيَّةِ مُبَادِرًا: [من الخفيف]

بأبي نَائِلٌ أتَاني جَسِيْمُ … مُسْتَفِيْضٌ كما تَفِيْضُ الغُيُوْمُ

حَامِلٌ فَوْقَ ظَهْرهِ ليَ عِلْمًا … قَدْرُهُ في الإسْلَام قَدْرٌ عَظِيْمُ

ذُو مَعَان كأنَّما هنَّ أرْوَا … حٌ لِطَافٌ لها العُقُولُ جُسُومُ

بأبي وَالدُ غَذَاني كَبِيْرًا … لَبَنًا شِرْبُهُ بُرَادٌ جَمِيْمُ

فإذا قيلَ لي: اتَّصِفْ قُلتُ: إنّي … أنا كَهْلٌ طِفْلٌ رَضِيْعٌ فَطِيْمُ

ففَدَيْنَاهُ مِن صُرُوفِ اللَّيالِي … وفَدَاهُ أخُوهُ إبْراهيمُ

قَدْ نأَيْنَاهُ والزَّمان ضَحُوْكٌ … وأتَيْناهُ والزَّمَانُ شَتِيْمُ

وقَصَدْنَاهُ عَاطِليْنَ فحَلَّى … فعَلَيْنا من رَاحَتَيْهِ نَعِيْمُ

فانْصَرَفْنا مِن عنْدِهِ وَقَرانا … حينَ ضِفْنَاهُ نَائِلٌ وعُلُومُ

إسْحاق بن عليّ بن أبي الغَنائِم بن مَرَاجِل الكَاتِبُ الحَمَوِيُّ (١)

شابٌ فَاضِلٌ، حَسَن النَّظْم والنَّثْر، كَتَبَ الإنْشَاء بحَمَاة للمَلِك المُظَفَّر مَحْمُود ابن مُحَمَّد بن عُمَر بن شَاهَانْشَاه بن أيُّوب، ثمّ اتّصَلَ بعد ذلك بالمَلِك الصَّالِح أَيُّوب ابن المَلِك الكَامِل مُحَمَّد بن أبي بَكْر بن أيُّوب، مَلِك الدِّيَار المِصْرِيّة، فكتَبَ لهُ الإنْشَاء مُدَّهً، ثمّ فارَق الدِّيَار المِصْرِيَّة وقَدِمَ علينا حَلَبَ، وطَلَبَ الخِدْمَة بها، فلم يُسْتَخْدَم، وكَتَبَ إليَّ بهذين البَيْتَيْن يَسْتَعِيْنُ بي على قَضَاء شُغْله (٢): [مجزوء البسيط]


(١) ترجمته في المقفى الكبير للمقريزي ٢: ٥٣، واسم أبي الغنائم المسلم.
(٢) البيتان في المقفى ٢: ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>