للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحَسَن الوَاعِظ النَّيْسَابُوريّ، وأبا الحَسَن مُحَمَّد بن الحُسَين البَصْرِيّ، وكَتَبَ عنهم.

قَرأتُ بخَطّ أبي الحَسَن مُحَمَّد بن أبي الفَتْح أحْمَد بن الحَسَن بن عِيسَى الخَشَّاب لنَفْسِه أبْيَاتًا يَرْثِي بها أباهُ أحمَد، وقد تُوفِّي بحَلَب: [من السريع]

أتانيَ الدَّهْرُ بما لم أزَلْ … أحذَرُهُ منْهُ وأَخْشَاهُ

بفَقْدِ مَوْلًى فعْلُه دائمًا … للخَيْر أَدْنَاهُ وأَقْصَاهُ

مُرَاقبًا في كُلِّ أفْعالِهِ … للهِ ذِي العزَّةِ مَوْلَاهُ

تالِى كِتَابِ اللهِ مُسْتَشْعِرًا … بآيهِ قَدْ فازَ مَسْعَاهُ

قوَّامُ لَيْلٍ صَائمٍ دَهْرَهُ … ذُو غَيْرَةٍ للدِّين أَوَّاهُ

غَزِيْرُ عِلْمٍ عالِمٌ عَامِلٌ … رجَاهُ في أفْعالِهِ اللهُ (a)

كَرِيمُ نَفْسٍ باذلٌ جُهْدَهُ … يُنْهَبُ منهُ المَالُ والجاهُ

بَاكٍ لأوْلَادِ نَبيِّ الهُدَى … قد ذهَبَتْ بالدَّمْع عَيْنَاهُ

وَصولُ أرْحَامٍ على قَطْعِها … يُعْطي بيُمْنَاهُ ويُسْرَاهُ

يا رَبّ بَلّغْ أحْمَدًا سُؤلَهُ … أَكْرِمْ غَدًا في البَعْثِ مَثْوَاهُ

أحمدُ بن الحَسَن بن مُحَمَّد بن الحَسَن بن الحُسَين ابن عِيسَى بن يَحْيَى بن الحُسَين بن زَيْد بن عليّ بن الحُسَين بن عليّ بن أبي طَالِب، أبو الطّيِّب ابن القَاضِي أبي مُحَمَّد العَلَويّ، الزَّيْدِيّ الشَّريفُ

أخو الشَّريف أبي الغَنائِم الزَّيْدِيّ النَّسَّابَة.

أصْلُهُ من الكُوفَة. وتَولَّى أبُوه أبو مُحَمَّد القَضَاءَ بحَلَب في أيَّام سَعْد الدَّولَة أبي المَعَالِي شَرِيْف ابن سَيْف الدَّولَة ابن حَمْدَان، وكان أبو الطَّيِّب هذا وأخُوهُ مع أبيهما أبي مُحَمَّد بحَلَبَ.


(a) كتب ابن العديم في الهامش: "لو قال: رجاؤه في فعله الله" كان أجود.

<<  <  ج: ص:  >  >>