للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنْبَأنَا أبو البَرَكَاتِ الأَمِينُ، عن أبي مُحَمَّد بن الخَشَّابِ، قال: أخْبَرَنَا أبو الحُسَين بن الفَرَّاء، قال: أخْبَرَنَا أبو طَاهِر البَاقِلّانِيُّ، قال: أخْبَرَنَا أبو عليّ بن شَاذَان، قال: حَدَّثَنَا أبو الحَسَن بنُ نِيْخَاب، قال: حَدَّثَنَا إبْراهيم بن الحُسَين، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سُلَيمان، قال: وحَدَّثَني عَبْد اللَّه بن وَهْب، قال: أخْبَرَني يُونُس، عن ابن شِهَاب الزُّهْرِيّ، قال: لمَّا كَرِه أهْلُ الشَّام القِتَال، ومَلُّوه من طُول مُنَازلَتهم بالسُّيُوف، قال عَمْرو بن العَاص لمُعاوِيَةَ، وهو يَوْمئذٍ على القِتَال: هل أنْتَ مُطِيعي فتأمُر رجالًا يَنْشرُونَ المَصَاحِفَ، ثُمَّ يقُولُون: يا أهْلَ العِرَاق، نَدْعُوكم إلى القُرْآن ما بين فَاتِحَته إلى خَاتمَته، فإنَّك متى ما تَفْعلِ ذلك يَخْتلفُ أهْل العِرَاق ولا يَزِيد أمرُ الشَّام إلَّا اجْتِمَاعًا، فأطاعَهُ مُعاوِيَةُ، فأمَرَ عَمْرو بن العَاص رَجُلًا من أهْل الشَّام، يُقال له: ابن كَعْب، فنَشَر المَصَاحِفَ، ثمّ نَادَى ورَفَع المُصْحَف على الرُّمْح، فقال: يا أهل العِرَاق، نَدْعُوكُم إلى القُرْآن من فاتِحَته إلى خَاتمَته، تأخُذوا بما فيه وتُعْطُونا ما فيه.

فاخْتَلَفَ أهْلُ العِرَاق، فقالت طَائِفَةٌ منهم كَرِهُوا القِتَال: أجَبْنَا إلى كتاب اللَّه، وقالت طَائِفَةٌ منهم: أوَلَسْنَا على كتابِ اللَّهِ وسُنَّته؟! فاخْتَصَمُوا بينَهم، فلمَّا رأى عليٌّ عليه السَّلام اخْتِلَافهُم ووَهْنَهم قاربَ مُعاوِيَة فيما يَدْعُوهُ إليهِ من ذلك.

ابنُ الكَوَّاء (١)

شَهِدَ صِفِّيْنَ مع عليّ، واسْمُه عَبْد اللَّه بن أوْفَى، وقد تَقَدَّمَ ذِكْرهُ في العَبَادِلةِ (٢).


(١) توفي نحو سنة ٨٠ هـ، وترجمته في: كتاب وقعة صفين لابن مزاحم ٥٠٢، ابن قتيبة: المعارف ٥٣٥ (وفيه: عبد اللَّه بن عمرو الناسب، من بَنِي يشكر)، الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري ١٩١، ٢٠٨ - ٢٠٩، تاريخ الطبري ١: ٧٥ - ٧٦، ٤: ٣١٨، ٣٣٩، ٥: ٦٣ - ٦٥، ٩١، ١٧٩، ٢١٢، النديم: الفهرست ١/ ٢: ٢٨٢، (وفيه: عبد اللَّه بن عمرو)، ابن دريد: الاشتقاق ٣٤٠، (وفيه أيضًا ابن عمرو)، الأغاني: ١٥: ١٠٢، تاريخ ابن عساكر ٢٧: ٩٦ - ١٠٧.
(٢) في الضائع من أجزاء الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>