قُلتُ: إنَّ كَثيْرًا من النَّاسِ يَقُولُون إنَّ الحَلَبيّ الّذي ذَكَرَهُ الشِّمْشَاطِيّ وأوْرَد شِعْره في كتاب الأَنْوَار هو أبو بَكر الصَّنَوبَريّ، وليسَ الأمْر كذلك؛ لأنَّهُ أوْرَدَ له هذه الأبْيَات الّتي رَثَى بها الحَلَبِيُّ أبا تَمَّام حَبِيْبَ بن أَوْس، والصَّنَوْبَريّ لم يُدْرك أبا تَمَّام الطَّائيّ (٢)، لأنَّ أبا تَمَّام تُوفِّي سَنَة إحْدَى أو اثْنَتَين ومَائتَيْن ولَم يكُن الصَّنَوبَريّ وُلد؛ بل يُحْتَمل أنْ يكُون هذا الحَلَبِيّ هو عِمْرَان الحَلَبِيّ الّذي نَذكرُه بعد هذا.
وتُرْوَى هذه المَرْثَّيِة لدِيْك الجِنّ (٣) في أبي تَمَّام.
الحَلَبِيُّ (٤)
شَاعِرٌ كان في عَصْر البُحْتُرِيّ، واسْمُه عِمْرَان، وقيل: مُحَمَّد بن عِمْران وهو