للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَاحب حَلَب لمَّا خَافَ من ناصِر الدَّوْلَة أمير الجُيُوش أبي عليّ الحَسَن بن حَمْدَان أنْ يقصدَهُ، وقد عَصَى على المُسْتَنْصِر صاحب مِصْر، وكانت اليهِ ولاية حَلَب، قبضَ أمَاثِل الحَلَبِيّيْن واعْتَقلهُم في القَلْعَة، والقَاضِي في جُمْلَتهم، لئلَّا يُسَلِّموا البَلَد إلى ابن حَمْدَان، وذلك في العاشر من شَهْر رَبيِع الآخر من سَنة أرْبعين وأرْبَعِمائة.

قَرأتُ بخَطِّ القَاضِي أبي الفَضْل هِبَة اللّه ابن القَاضِي أبي الحَسَن، أبو بخَطِّ غيره، على ظَهْر كتاب شِعْر المُتَنَبِّي، نُسْخَة القَاضِي أبي الحَسَن الّتي قرأها على مُحَمَّد بن عَبْد اللّه بن سَعْد، وخَطّه عليها، ما صُوْرته: صَعدَ القَاضِى خلَّصَهُ اللّهُ إلى القَلْعَة يَوْم الخَمِيْس العاشِر من شَهْر رَبِيع الآخر سَنَة أرْبَعيِن وأرْبَعِمائة، ونَزَل بحَمْدِ اللّه ومَنَّه يَوْم الأرْبَعَاء الثَّامن من شَعْبان سَنَة اثْنَتَيْن وأرْبَعين وأرْبَعِمائة، وللّه على ذلك الحَمْدُ وخَالصُ الشُّكْرِ.

أحمدُ بن يَحْيَى بن سَنَد، أبو العبَّاس

شَاعِرٌ كان بمَعَرَّة النُّعْمَان، وقَفْتُ على أبياتٍ من شِعْره في مَرَاثِي بني المُهَذَّب المَعَرِّيِّين، يَرْثِي بها أبا عَبْد اللّه الحُسَين بن إسْمَاعِيْل بن جَعْفَر بن عليّ بن المُهَذَّب، وهي قَوْله: [من الطويل]

فُؤَادٌ عَرَاهُ حزنُهُ فتصَدَّعا … وقَلْب بَراهُ وَجْدُه فتَقَطَّعَا

ونائَبةٌ عَمَّ البَريَّةَ خَطْبُهَا … فَلَم تلقَ إلَّا مُوجَعًا أو مُفَجَّعَا

لفَقْد حُسَيْنٍ قرَّةِ العَيْن والّذي … أَتَتْه المَنَايا بغْتةً حين أيْفَعَا

أأنْسَاهُ بين الأهْل مُلْقىً وكُلُّهُم … لفقدانِهِ يُبْدِي أسىً وتوجُّعَا

وقد سَألوهُ كيفَ أنْتَ فلم يَحِرْ … جَوَابًا وأضْحَى بالبَنانِ مُوَدِّعَا

فيا سَيِّدًا أودَى بصَبْري مُصَابُهُ … لقد خانك الدَّهْرُ الخؤُونُ فأسْرَعا

<<  <  ج: ص:  >  >>