للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخَمْسِمائَة، ورَوى حَدِيثًا عن مُحَمَّد بن عبد الرّحْمن، أخي صَاحِب التَّرجَمَة، عن أبي نَصْر هِبَة الله بن عَبْدِ الجبار السِّجْزِيّ.

أنْبَأنَا أبو البَرَكَاتِ بن مُحَمَّد بن الحسن، قال: أخْبَرَنا عليّ بن الحسن الحافِظ (١)، قال: أُخْرج أبو بَكْر العَلَويّ من دِمَشْق في ذِي الحِجَّة سَنَة سَبعٍ وأرْبَعين وخَمْسِمائَة، وسار إلى نَاحِيَة دِيَار المَلِك مَسْعُود بن سُلَيمان، وانْقَطَعَ خبرَهُ عنَّا بعد ذلكَ، وكان غير مَرْضِيّ الطَّريقَةِ.

أحْمدُ بن عَبد الرَّحْمن بن عبْد الله، أبو العبَّاس المقدِسِيُّ الصُّوْفيُّ (٢)

قَيِّم المَسْجِد الأقْصَى، كان رَجُلًا صَالِحًا وَرِعًا فَاضِحلًا، حَسَن السَّمْت، من أهْلِ الحَدِيْث والتَّصَوُّف، سَمِعَ الحَدِيْث الكَثِيْر بدِمَشْق من شُيُوخنا أبي اليُمْن الكِنْدِيّ، وأبي القَاسِم بن الحَرَسْتَانِيّ وغيرهما، وبحَمَاة من أبي البَرَكَات بن قُرْنَاص، وببَيْت المَقْدِس من أبي مَنْصُور عبد الرَّحْمن بن مُحَمَّد. وكان يُلَازِم السَّمَاع بقراءتي في المَسْجِد الأقْصَى من الشَّيْخ أبي عليّ الأَوَقِيّ.

وأقام بالبيت المُقَدَّس قيِّمًا بالمَسْجِد الأقْصَى إلى أنْ خُرِّبت أسْوَار البَيْت المُقَدَّس، وشُعِّثَتْ دُورُه، خَوْفًا من اسْتِيْلَاء الفِرِنْج عليهِ، فانْتَقَلَ إلى حَلَب وسَكَنها، ونَزَل بخَانكَاه سُنْقُرجَا بالقُرْبِ من القَلْعَة.

كَتَبَ عنهُ بعضُ طَلَبةِ الحَدِيْثِ شَيئًا منه. وتُوفِّيَ بحَلَب يَوْم الجُمُعَة سَلْخ جُمَادَى الأُوْلَى من سَنَة تِسْعٍ وثَلاثين وستِّمائة، وصُلِّيَ عليه بالمَسْجِد الجامع، ودُفِنَ بمَقَابِر مَقَام إبْراهم عليه السَّلام خارج باب العِرَاق، تجاه المَشْهَد المَعْرُوف بالمقَام من غَرْبيِّه وشماليّهِ، وحضَرتُ دَفْنهُ والصَّلاة عليه، رَحِمَهُ اللّهُ.


(١) تاريخ ابن عساكر ٧١: ٢٦١.
(٢) توفي سنة ٦٣٩ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>