للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا أبو هاشِم عَبْدُ المُطَّلِب بن الفَضْل بن عَبْد المُطَّلِب الهاشِميّ، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد عَبْد الكَربم بن مُحَمَّد السَّمْعَانيّ، قال: أحْمَد بن عبد الرَّحْمن الأشْرَف البَكْرِيّ، أبو بَكْر، ولد بنَوَاحِي أَبِيْوَرْد، وتَفَقَّهَ بمَرْو، وخالطَ الفُقَهَاء، وكتَبَ الحَدِيث الكَثِير، وقرَأهُ، وكان يَنْتَسبُ في التَّتَلْمُذ إلى والدي رَحِمَهُ اللّهُ، وخَرَج إلى مَا وَرَاءَ النَّهْر، ودَخَلَ فَرْغَانَة، وأقام بأُوْش مُدَّةً مَدِيْدة، ونَفَق سُوْقُهُ عندَهْم في الوَعْظ والتَّذْكِير، ثم رجَعَ إلى مَرْو، وخَرَجَ منها إلى البِلاد، ولَقِيَ القَبُولَ التَّامّ فيها من العَوَامِّ، وكان يَكْذبُ في كلَام المُحاورَة كَذبًا فَاحِشًا، ثمّ وُلد له ولَدٌ علَّمَهُ التَّذْكِيْر وحِفْظ المَجَالِس، وخَرَج إِلى مازَنْدران، ومنها إلى العِرَاق ووَرَدَ بَغْدَاد، وسَمِعْتُ أَنَّهُ خرَجَ إلى الشَّامِ، ووعَظ هو وابنْهُ بدِمَشْق، وحصَل لهما مَبْلَغٌ من المالِ، وانْصَرَفَ إلى بَغْدَاد.

وكان سَمِعَ بمَرْو والدي الإمام رَحِمَهُ اللّهُ، وأبا إبْراهيم إسْمَاعِيْل بن عَبد الوَهَّاب النَّاقِديّ، وأبا مَنْصُور مُحَمَّد بن عليّ بن مُحَمَّد الكُرَاعِيّ وغيرهم. لقيتُهُ بمَرْو، وظَنِّي أَنِّي سَمِعْتُ بقراءتهِ على أبي طَاهِر السَّبْخِيّ شيئًا، ثُمَّ لَقيْتُهُ بالرَّيّ مُنْصَرفي من العِرَاق وهو مُتَوَجِّهٌ إليه، وكَتَبتُ عنه حَدِيثًا واحِدًا لا غيرَهُ.

قال السَّمْعَانيُّ: ورأيتُ في كتاب القَنْد في مَعْرفَة عُلَماء سَمَرْقَنْد لأبي حَفْص عُمَر بن مُحَمَّد بن أحْمَد النَّسَفِيّ نَسَبَ أخي أبي بَكْر هذا، ولا أَشُكُّ أنَّ النَّسَفِيّ كَتَبه من قَول أخيهِ، ولا يُعْتَمد على قَوْله، وذَكَرْتُ النَّسَب ها هُنا، وما ذَكَرَه عُمَر في حقِّهما.

قال: "ذكَرَ السَّيِّد العَالِم مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمِن بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن طَلْحَة بن مُحَمَّد بن عليّ بن مُحَمَّد بن عليّ بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عليّ بن الحُسَين بن عليّ بن أبي طَالِب المَرْوَزيّ، قال: دَخَلَ سَمَرْقَنْد مع أخيه السَّيِّد العالِم أحْمَد بن عبد الرَّحْمن، وجَلَسَ أخوه للعَامَّة مَجَالِسَ، وذلك سَنَة تِسْع عَشرة

<<  <  ج: ص:  >  >>