للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابٌ في ذِكْرِ المِصِّيْصَة (١) وهى الآن في أيدِي الأرْمَن

وهي مَدِينَة مَذْكُورَةٌ من الثُّغُور الشَّاميّةِ وأعْمال حَلَب والإقْليم الرَّابِع، وتَشتمل على مَدِينتَيْن بينَهُما نَهْر جَيْحَان: مَدِينَة المِصِّيْصَة من الجانب الغَرْبيّ من النَّهْر، ومَدِينَة كَفَرْبيَّا (٢) من الجانب الشَّرْقيّ، وكلتاهما كان بها جَمَاعَة من أهل العِلْم.


(١) المصيصة Missis: مدينة تقع في أعلى الثغور الشامية على نهر جيحان إلى الغرب منه، وإلى الشرق من مدينة أذنة على بعد نحو ٣٠ كم، وهى على خط العرض ٣٧.٠٠ والطول ٣٥.٣٦، وذكر ابن خرداذبة أنها كانت تسمى: "مابْسُبَسْتِيَا"، هكذا كتبه مجودًا، وهى تقابل التسمية البيزنطية للمدينة (Mopsuestia)، وبحسب الإدريسي فإن اسمها بالرومية "مامسترا". ويفصلها نهر جيحان عن مدينة كفر بيا، ولهذا سميت المصيصة ببغداد الصغرى، وعند ابن خرداذبة والمهلبي أن نهر جيحان يشق المصيصة، وهي مدينة حصينة من بناء الروم، وعلى النهر قنطرة مرتفعة عن الأرض حصينة جدًّا من الحجارة، بنيت وجددت في العهد الإسلامي عدّة مرَّات، فأعاد عبد الملك بن مروان بناء حصنها، سنة ٨٤ هـ/ ٧٠٣ م، وفي العهد العباسيّ بن المنصور فيها مسجدًا جامعًا في موضع هيكل قديم، وفي سنة ١٣٩ هـ/ ٧٥٦ م أمر المنصور بعمارتها بعد أن دمّر الزلزال سورها، وسمّاها المعمورة، وفرغ منها سنة ١٤١ هـ/ ٧٥٨ م، ورمّم الرشيد المدينة ومسجدها سنة ١٦٥ هـ/ ٧٨٢ م في خلافة أبيه المهدي، وهى اليوم بلدة تركية تعرف باسم Yakapinar. انظر ابن خرداذبة: المسالك ٩٩، ابن رستة: الأعلاق النفيسة ٩١، ١٠٧، اليعقوبي: البلدان ٣٦٢، اليعقوبي: تاريخ ٢: ١٩٧، ٢٧١، الطبري: تاريخ ٧: ٥٠٩، قدامة: الخراج ١٨٦، ٣٠٧ - ٣٠٨، الأزدي: تاريخ الموصل ١٧٣، المسعودي: التنبيه ٥٨، الإصطخري: مسالك ٦٣، ٦٧، ابن حوقل: صورة الأرض ١٦٥، ١٨٣، ١٨٨ (وعدها مرة من ثغور الجزيرة، وأخرى من الثغور الشامية)، البكري: معجم ما استعجم ٣: ١٣٣٥، مجهول: حدود العالم ١٧٥، الإدريسي: نزهة المشتاق ٢: ٦٤٦، ياقوت: معجم البلدان ٥: ١٤٥، ١٥٩، ابن شدَّاد: الأعلاق الخطيرة ١/ ٢: ٣٢، ابن الأثير الكامل ٥: ٥٠٠، الوطواط: منهاج الفكر ١: ٣٦١، ابن الشحنة: الدر المنتخب ١٧٩، الحميري: الروض المعطار ٥٥٤، موستراس: المعجم الجغرافي ٤٦٤، لسترنج: بلدان الخلافة ١٦٢ - ١٦٣، E. Honigmann، EI ٢، Al - Massise، VI، Pp ٧٧٩
(٢) كفربيا: تقع إلى الشرق من المصيصة على نهر جيحان من شرقيه، وكانت مدينة حصينة من بناء هارون الرشيد، وقيل: ابتدئ في بنائها زمن المهدي وأن الرشيد أعاد بنائها، وحصَّنها بخندق، ونسب اليعقوبي استحداثها للمأمون، ولكن الذي استحدثه فيها المأمون كان السور والزيادة في مسجدها. انظر اليعقوبي: البلدان ٣٦٢، قدامة: الخراج ٣٠٨، الإصطخري: مسالك ٦٣، ابن حوقل: صورة الأرض ١٨٣، الإدريسي: نُزهة المشتاق ٢: ٦٤٦، ياقوت: معجم البلدان ٢: ١٩٦، ٤: ٤٦٨، ابن شدَّاد: الأعلاق الخطيرة ١/ ٢: ٣٢، الوطواط: مناهج الفكر ١: ٣٦١، لسترنج: بلدان الخلافة ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>