صَاعِد، قال: حَدَّثَنَا أبو عَمَّار الحُسَينُ بن حُرَيْث المَرْوَزيُّ، قال: حَدَّثَنَا أَوْسُ بن عَبْد اللَّهِ، قال: حَدَّثَنَا الحُسَينُ بن وَاقِد، عن عَبْد اللَّه بن بُرَيْدَةَ، عن أَبِيهِ، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم أنَّهُ قال: اللَّهُمَّ بَارِك لأُمَّتِي في بُكُورها.
أخْبَرَنا أبو هاشِم بن أبي المَعَالِي الحَلَبِيّ، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو سَعْد السَّمْعَانيّ ونَقَلْتُه أنا من خَطِّ السَّمْعَانيّ بعد سَمَاعِي من شَيْخنا أبي هاشِم، قال: الحَسَنُ بن سَلامَة بن سَاعِد المَنْبِجِيّ، أبو عليّ، من أهْل مَنْبج، إحْدَى بلادِ الشَّام، ورَدَ بغداد، وتَفَقَّهَ بها على قاضِي القُضَاة أبي عَبْد اللَّهِ الدَّامَغَانِيّ على مَذْهَب أبي حَنِيْفَة رَحِمَهُ اللَّهُ، وبَرَعَ فيه، وسَكَنَ بَغْداد، وتَوَطَّنَها، ثمّ عُدِّلَ، وقُبِلَتْ شَهَادَتُهُ.
وكان له يَدٌ بَاسِطةٌ في المُتَّفِقِ والمُخْتَلِف، لَقِيتُه في رِباطِ شَيْخنا إسْمَاعِيْل بن أبي سَعْد شَيْخ الشُّيُوخ، أوَّل ما وَردْتُ بغدَاد نَوْبةً وَاحدةً، وقَرَأتُ عليهِ أحَادِيْثَ من الجُزءِ السَّادِسِ من حَدِيْث المُخَلِّصِ عن الشَّريف أبي نَصْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عليّ الزَّيْنَبِيّ، وما أَعْرفُ من حَالِه إِلَّا الخَيْر، غيرَ أنِّي سَمِعْتُ بعضَ النَّاسِ يَنْسُبُهُ إلى رَأي الاعْتِزَال، واللَّهُ أعْلَمُ.
قَرأتُ بخَطِّ أبي سَعْد السَّمْعَانيّ، وأخْبَرَنا بهِ أبو هاشِم، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد، قال: تُوفِّي أبو عليّ الحَسَنُ بن سَلَامَة المَنْبِجِيّ في جُمَادَى الآخرة سَنَة ثَلاثٍ وثَلاثين وخَمْسِمائَة ببَغْدَاد.
الحَسَنُ بن سَلامَة بن مُحَمَّد، المعرُوف بابنِ الحَلَبِيّ أبو عليّ
الحَرَّانيّ الدَّار، المِصْرِيّ المَوْلد، وإنَّما عُرِفَ بابن الحَلَبِيّ، لأنَّ بعض أجْدَادِهِ خَرَجَ صُحْبَة الحَاجّ على الشَّام، فأقَامَ بحَلَب إلى أنْ عادَ الحَاجُّ، فقَدِمَ حَرَّان معهم، فعُرِفَ بالحَلَبِيّ.