للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحْمَدِيْل بن إبْراهيم، صَاحِب مَرَاغَة (١)

قيل كان إقْطاعهُ في كُلِّ سَنة أرْبعمائة ألف دِيْنار، وجُنْدُه خَمْسَة آلاف فارس.

سيَّرهُ السُّلْطان مُحَمَّد بن مَلِكْشَاه إلى الشَّام مع سُكْمَان القُطْبِيّ، ومَوْدُود بن التُّورتِكِيْن (a) صَاحِب المَوْصِل، ومَوْدُود مُقَدَّم العَسَاكِر، في سَنَة خَمْسٍ وخَمْسِمائَة، في عَسْكَرٍ عَظيم لقِتَال الفِرِنْج، واجْتَازوا (b) على بَالِسِ، ومَضَوا بالعَسَاكِر، وافْتَتَحُوا حُصُونًا كَثِيْرةً، وقَصَدوا حَلَب فغُلِقَتْ أبْوَاب المَدِينَة في وُجُوههم.

ومَرض سُكْمَان بن التُّورتِكِيْن، وعادَ فماتَ ببَالِس (٢)، ثمّ تفرَّقوا بعد ذلك، وعادَ أحْمَدِيْل إلى بَغْدَادَ.

وفي المحرَّم من سَنَة عَشْر وخَمْسِمائَة، كان أحْمَدِيْل في مَجْلس السُّلْطان مُحَمَّد، فجاءه رَجُلٌ (٣) ومعه قِصَّةٌ يَشْكُو فيها الظُّلْم وهو يَنْتَحب، وسألَهُ أنْ يُوصِلَ قِصَّتَهُ إلى السُّلْطان، فتَنَاولها منه فضرِبَهُ بسكِّين كانت مُعَدَّةً، فوَثَبَ عليه الأَمِير مَوْدُود فتركَهُ تَحْتَه، فجاءَ آخرُ فضَرَبَ موْدُودًا، وجاءَ ثالثٌ فتَمَّمَهُ.


(a) هكذا قيده ابن العديم بالراء، ووقع الاختلاف في رسمه بين المصادر فعند القلانسي (ذيل تاريخ دمشق ١٥٩ وما بعدها)، وابن الأثير (الكامل ١٠: ٤٢٢، ٤٩٥): التونتكين، بالنون، وفي أصول ابن خلدون (العبر ٩: ١٦٥ وما بعدها): اليوتكين واليتكين واليونتكين، والذي ارتضاه محقق الجزء: التونتكين، كما هو عند ابن الأثير.
(b) الأصل: واحتازوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>