للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

الَّذي سَقَط فيه عن فَرَسِه، فإنَّ هذا التَّاريخ هو تاريخ سُقُوطه عن الفَرَس لا تاريخ وَفاته، واللهُ أعْلمُ" (١).

بَكبرس بن يَلَنقِلِج الحَنَفِيُّ الفَقِيهُ الأُصُوليُّ، أبو الفَضَائِل وأبو شُجَاع، المُلقَّب نَجْم الدِّين التُّركيّ الأَصْل النَّاصِريّ، مَوْلَى الإِمَام النَّاصِر لدين الله

"ذكَرهُ الصَّاحِبُ ابنُ العَدِيم فى تَارِيخ حَلَب، وقال: فَقِيهٌ حَسَنٌ، عَارِفٌ بالفِقْه وَالأُصُول. وكان يَلبَسُ لبْسَ الأجْناد: القِبَاءَ والشَّرْبُوش، عَرَضَ عليه الإِمَامُ المُسْتَنْصِرُ باللهِ قَضَاءَ القُضَاة ببَغْدَاد، وأنْ يَلبسَ العِمَامَةَ، فَامْتنعَ من ذلك.

قال ابنُ العَدِيم: وبَلغنِي أنَّ اسمَه أوَّلًا مَنْكُوبرس، فسُمِّىَ بَكْبرْس، وكان خَيِّرًا، وَرِعًا، فَقِيْهًا، فَاضِلًا، حَسَنَ الطَّرِيقَة.

ولم يتَّفِقْ لي بهِ اجْتِماعُ حينِ قَدِمَ حَلَب، ولا حِين قَدِمتُ بَغْدَاد.

وأُخبِرْتُ أنَّهُ كان على الرِّقِّ، ولم يُعْتقْهُ موَالِيه، وكذَا عادَةُ الخلفاء ببَغْدَاد. وأنَّهُ تزوَّج بامرَأَةٍ حُرَّةٍ، لها ثَروةٌ، ووُلِدَ له منها بنتُ وماتَتْ المَرأةُ، ووَرِثت ابْنتُه منهْا مَالًا وافِرًا، وماتَتْ البِنْتُ، فجَمَع جَمِيعَ ما كان لابْنَتِه، وسَيَّرَهُ للإمَام المُسْتَنْصر، وقال: أنا عَبْدٌ، لا أرِثُ من ابْنَتي شَيئًا، وهى حُرَّةٌ، فَرَدَّه عليهِ، وأذِنَ له فى التَّصَرُّف فِيهِ على حَسَب اخْتِيَاره.


(١) وفيات الأعيان ١: ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>