للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال فيها:

والْهَجْ بلَثْمِ تُرَابهِ مُتَشَرِّفًا … إنْ عَزَّ لَثْمُ رِكَابهِ وتَعَذَّرَا

واحْرِمْ وَلَبِّ وطُفْ بكَعْبَةِ بابهِ الـ … ـعَالي وهَلِّلْ ما اسْتَطَعْتَ وكَبِّرَا

وارْكَعْ وسَبِّح وادْعُ واسْجُدْ واقْتَرِبْ … واشْكُرْ عَوارفَهُ الّتي لن تُنْكَرا

واسْألهُ ما تَرْجُو فما أوْلَاهُ أنْ … يَحْبُو بأضْعَاف الرَّجَاءَ لمَنْ عَرَا

فُمحَمَّدٌ يحكى النَّبِيَّ سَمِيَّهُ … خَبرًا (a) جَمِيْلًا في الأنَام ومَخْبَرَا

وحَدِيث مَدْحٍ فيه مثْلُ قَدِيمهِ … فَتَراهُ وَحْيًا لا حَدِيثًا يُفْتَرى

وبفَضْلهِ يُثْنَى عليه لا كما … يُثْنَى على باقي المُلُوكِ مُزَوَّرَا

يَهَبُ البِلَادَ لمَنْ ألَمَّ ببابهِ … مُسْتَجْدِيًا ويَهَابُ أنْ يَهَبَ القُرَى

ويُحَقِّر البِدَرَ العِظَامَ جَلَالَةً … عن أنْ تكُونَ لضَيْفِهِ بعضَ القِرَى

فردٌ يُرى من بأسهِ وكأنَّما … مَعَهُ وما مَعَهُ سِوَاهُ عَسْكَرَا

تُوفِّي أبو الفَضْل إسْمَاعِيْل بن قُرْنَاص في السِّجْن بحَمَاة (b).

إسْمَاعِيْلُ بنُ إبْراهيم بن غَازي بن عليّ بن مُحَمَّد أبو أحْمَد النُّمَيْرِيّ المَارِدِيْنِيّ الحَنَفِيُّ، المَعْرُوف بابنِ فَلُّوس (١)

فَقِيْهٌ، فَاضِلٌ، شَاعِرٌ، وُلِد بمَارِدين، وقَدِمَ إلى دمَشْق، واجْتازَ بحَلَب في طَريقه، وأقامَ بدِمَشْقَ، رَوى لنا عنْهُ أَبو المحامِد القُوصِيَّ شَيئًا من شِعْره، وخَرَّج عنهُ في مُعْجَم شُيُوخه. وله تَصَانيف عدَّة، وكان عَارِفًا بالمَنْطِق.


(a) ب: خيرًا.
(b) ترك ابن العديم بعدها فراغًا قدر سطر وثلث لاستكمال سنة وفاته، ولم نقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>