للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه وسلَّم: فما بلَغَ من صَبْرك؟ قال: ما انْفَتَلتُ من صَلَاتي! قال: فلمَّا حُمِلَ رَأسُه إليها، فوُضِع بينَ يَدَيْها، فلمَّا أمْسَوا خَسَفَ الله بالمَلِك وبأهْل بَيْته وحَشَمه، فلمَّا أصبَحُوا قالت بنو إِسْرَائِيِل: قد غَضِب إله زَكَرِيَّاء لزَكَرِيَّاء فتَعالوا حتَّى نَغْضبَ لمَلِكنا، فنَقْتُل زَكَرِيَّاء. قال: فَخَرَجُوا في طَلَبي ليقتُلوني، فجاءني النَّذِيْر فهَرَبْتُ منهم، وإبْلِيْسُ أمَامَهُم يَدُلّهم عليَّ، فلمَّا تخَوَّفتُ أنْ لا أُعْجْزهم، عَرَضت لي شَجَرة فنَادَتني، فقالت: إليَّ، إليَّ، وانْصَدَعتْ لي، فدَخَلْتُ فيها، قال: وجَاء إبْلِيْسُ حتَّى أخَذَ بطَرف (a) ردائي، والْتَأمت الشَّجَرةُ، وبَقِي طَرَفُ ردَائي خَارجًا من الشَّجَرة، وجاءت بنو إِسْرَائِيل، فقال إبْلِيْسُ: أمَا رَأيتُموه دَخَلَ هذه الشَّجَرة، وهذا طَرف رِدَائه، دَخَلَها بسِحْره، فقالوا: نَحْرق هذه الشَّجَرة، فقال إبْلِيْس: شُقُّوه بالمِنْشَار شَقًّا، قال فشُققت مع الشَّجَرة بالمِنْشَار، فقال له النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلّمَ: يا زَكَرِيَّاء، هل وجَدْتَّ له مسًّا أو وَجَعًا؟ قال: لا، إنَّما وَجَدَتْ ذلك الشَّجَرةُ، وجَعَل الله رُوحِي فيها.

قال: وحَدَّثَنَا إسْحاق، قال: حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ، عن وَهْبٍ، قال: إنَّ الّذي انصَدَعَتْ له الشَّجَرةُ ودَخَلَ فيها كان أشَعْيَا قبل عِيسَى، وأنَّ زَكَرِيَّاء ماتَ مَوْتًا، فاللهُ أعْلَمُ.

زَكَرِيَّاء بن إِدْرِيس الأنْطَاكيّ

حَدَّثَ عن الهَيْثَم بن جَمِيل الأنْطَاكيّ، رَوَى عنهُ أحْمَد بن جَعْفَر بن سَهْل أبو العبَّاس السَّامَرِّيّ (b).


(a) ابن عساكر: طرف.
(b) بعده في الأصل: "موسى بن العباس الجويني وأبو .... "، ثم ضرب عليه لاتصاله بالترجمة بعده، وربما كانت نيته أن يجعلها ترجمة واحدة لاتفاقهما في الشيخ وفي الانتساب إلى أنطاكية، ثم أفرد كل منهما في ترجمة مستقلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>