للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زُهَيْر بن هَارُون بن مُوسَى بن عِيسَى بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَامر أبي جَرَادَة العُقَيْلِيُّ الحَلَبِيّ (١)

جَدُّ جَدِّ جَدِّ أبي، وبنُوا العَدِيْم كُلّهم من نَسْلهِ، وأكْثَر الأمْلَاك الّتي كانت لسَلَفنا بحَلَب: أُوْرَم الكُبْرَى، ويَحْمُول، وأقْذَار، ولؤلُؤة، والسِّبْن، هو الّذي اشْتَرَاها.

وكان حَافِظًا لكتاب الله تعالَى، عنده فَضْلٌ وأدَبٌ ووَرعٌ ودِيَانةٌ.

ووَقفَتُ على كتاب في رقٍّ يَتَضَمَّن وَقْفًا وَقَفَهُ زُهَيْرُ بن هَارُون بن مُوسَى أنَّهُ وَقَفَ أربَع حِقَالٍ بأُوْرَم الكُبْرَى من قُرَى حَلَب، تصدَّقَ بها على أنْ تُسْتَغلّ بوُجُوه غَلَّاتها في كُلِّ سَنَةٍ وحين وزمَانٍ، فما فَضَل بعد النَّفَقَة على هذه الصَّدَقَة، في مَصْلحتها وعِمَارتها، وما فيه صَلَاحُها، أُشْتُري منه فَرَسٌ بعشْرين دِيْنارًا، وأُقِيم بثَغْر طَرَسُوس في دَار السَّبِيْل المَعْرُوفة بزُهَيْر بن الحارِث، ودُفِعَ إلى رَجُلٍ من المُجَاهِدين يَغْزُو عليه عن زُهَيْر بن هَارُون، وأُجْرِي عليه في كُلِّ سَنَة خَمْسة عَشر (a) دِيْنارًا، وما فَضَل بعد ذلك في كُلِّ سَنَةٍ كان مُدَّخرًا لنَائبةٍ إنْ لَحِقَتْ هذا الفَرَس من هَرَمٍ أو عَطَبٍ أو زِمَانَةٍ، فيُقَام مكان الفَرَس (b) العَاطِب أو النَّافِق أو الزَّمِن، ويُجْرَى عليه هذا الرِّزْق المَذْكُور في هذا الكتاب في كُلّ سَنَة من السِّنِيْن في المُسْتأنَفِ أبدًا حتَّى يَرثَ الله الأرْضَ ومَنْ عليها وهو خَيْر الوَارِثين، ومَنْ ضَعُفَ ممَّن يكُون في يَدَيهِ هذا الفَرَس عن الغَزْو أو النَّفِيْر، دفع هذا الفَرَس إلى غيره من أهْل الجِهاد والرَّدِّ والغَناءِ (ح) من أهْلِ ثَغْر طَرَسُوس، ودُغَ إليه رِزْق هذا الفَرَس في كُلّ سَنَةٍ أبدًا حتَّى يَرث الله الأرْضَ ومَنْ عليها وهو خَيْر الوَارِثين.


(a) ساقطة من ق.
(b) ق: الفرق!.
(c) قوله: "من أهل الجهاد والرد والغناء" جاء مكررًا في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>