للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ حِصْن ثَابِت بن نَصْر (١) وهو كَان (a) المَشْهُور قبل الثُّغُور وبنائها

قَرَأتُ بِخَطِّ أبي عَمْرو القَاضِي: حَدَّثَني مُحمَّد بن أحمد الزّمام، قال: سَمِعْتُ عَبْد الله بن كلُرْت يقُول: ما زال أوَّلُونا يقُولُونَ: لم يُعْرَفِ الجِهَادُ فيما مَضَى في شيءٍ من أرْض الثُّغُور - يعني: طَرَسُوس، وأذَنَةَ، وعَيْن زُرْبَة - إنَّما كان حِصْن ثَابِت بن نَصْر بمَدِينَة المِصِّيْصَة في آخر أيَّام بَني أُمَيَّة، وأوَّل أيَّام بني العبَّاس، يَخْرجُ منه أرْبعمائة فَارِس صُلَحَاءُ، إذا أَقْلَبُوا (b) حَوَافِر خُيُولهم لتُنْعَلَ للغَزْوِ، قَلَبُوا بذلك قُلُوبَ بَطَارِقَةِ قُسْطَنْطِينيَّة خَوْفًا منهم وجَزَعًا.

قال: وقد غَزَا مُحمَّد بن عَبْد اللهِ أَمِير المُؤمِنِين المَهْدِيّ، رَحِمَهُ اللهُ، فلم تك هناكَ طَرَسُوس ولا أَذَنَة ولا عَيْن زُرْبَة، وإنَّما كان هذا الحِصْن لا غير.

وقَرَأتُ بِخَطِّه أيضًا حَدَّثَني أبو الحَسَن العَدْل عليّ بن الحُسَيْن الحَذَّاء، وأبو بَكْر غَانِم بن يَحْيَى بن عَبْد البَاقِي، قالا: حَدَّثَنَا أبو القَاسِم يَحْيَى بن عَبْد البَاقِي،


(a) ساقطة من "ك".
(b) كتب ابن العديم في الهامش: صوابه: قلبوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>