للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمدُ بن هِبَةِ الله بن مُحَمَّد بن مُحَّمَّد بن الحُسَين بن أبي الحَدِيْدِ، أبو المَعَالِي المَدَائِنِيُّ (١)

ويُسَمَّى أيضًا: القَاسِم.

شَيخٌ حَسَنٌ فَاضِلٌ فَقِيْهٌ أدِيبٌ شَاعِرٌ، قَدِمَ إلى حَلَب، وأقامَ بها مُدَّةً في مَدْرَسَة شَيْخِنا قاضِي القُضَاة، ثمّ سَافَرَ إلى بَغْدَاد، وكتَبَ بها الإنْشَاءَ في دِيْوَان الخَلِيفَة المُسْتَعْصِم، وسَمِعْتُ مَنْ يُنْشد مَدَائح المُسْتَعْصِم الّتي نَظَمها في ذلك الوَقْت، وهو حاضرٌ، لأنَّهُ كان يترفَّعُ عن الإنْشَادِ لكنه كان دمِث الأخْلَاق، حَسَن المُحاضَرَة، طَيِّب المُفَاكَهَة، اجْتَمَعْتُ بهِ في مَجْلِس الوَزِير أبي طَالِب بن العَلْقَمِيّ، وجَرَى بيني وبينه مُبَاحَثَة في الفِقْه.

وسأذْكُرُ تَرْجَمتَهُ في حَرْف القَاف (٢)، وأُوْرِدُ شَيئًا من شِرْه الّذي سَمِعْتهُ منهُ، لأنَّ القَاسِمِ أشْهَر اسْمَيهِ، لكنِّي لا أُخْلى هذه التَّرْجَمَة من شيءٍ من مَحَاسِن شِعْره، فمن ذلك ما أنْشَدَني رضي الدِّيِن أبو عبد الله مُحَمَّد بن الحَسَن بن مُحَمَّد بن فَلَاح الهِيْتِيّ النّاظِر بها بهِيْتَ، قال: أنْشَدَني مُوفَّق الدِّين بن أبي الحَدِيْدِ لنَفْسِه، وكتَبَها إلى أخيه عَبْد الحَميْد بن أبي الحَدِيْد، وقد وضَع كِتَابًا يردُّ فيه على ضِيَاءِ الدِّين نَصْر الله بن الأَثِيْر في كتابه المَوْسُوم بالمَثَل السَّائِر، وسَمَّى كتابه الفَلك الدَّائِر على المَثَل السَّائِر (٣): [من السريع]

المَثَلُ السَّائِرُ يا سَيِّدِي … صنَّفْتَ فيه الفَلك الدَّائِرَا


(١) توفي سنة ٦٥٦ هـ، وترجمته في: صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني ١: ٤٠٦ - ٤٠٧، وفيات الأعيان ٥: ٣٩١ - ٣٩٢ (ترجمة عارضة)، الكتبي: فوات الوفيات ١: ١٥٤ - ١٥٥، اليونيني: ذيل مرآة الزمان ١: ١٠٤ - ١١١ (واقتبس فيها من كتاب ابن العديم هذا)، تاريخ الإسلام ١٤: ٨٣٤ - ٨٣٥، العبر في خبر من غبر ٣: ٣٨٣، سير أعلام النبلاء ٢٣: ٢٧٤ - ٢٧٥ (ذكره باسم القاسم، وقال: ويدعى أحمد)، ابن كثير: البداية والنهاية ١٣: ١٩٩ - ٢٠٠ (ذكره في وفيات سنة ٦٥٥ هـ، ونعته بالكاتب الشاعر المطبق الشيعي الغالي)، الوافي بالوفيات ٨: ٢٢٥ - ٢٢٦، الزركشي: عقود الجمان ورقة ٦٣ أ، ابن تغري بردي: المنهل الصافي ٢: ٢٥٣، ابن تغري بردي: الدليل الشافي ١: ٩٤ - ٩٥، شذرات الذهب ٧: ٤٨٥.
(٢) ترجمته باسم القاسم بن هبة الله في الأجزاء الضائعة من الكتاب.
(٣) البيتان في وفيات الأعيان ٥: ٣٩٢، وفوات الوفيات ١: ١٥٥، والوافي بالوفيات ٨: ٢٢٦ وعقود الجمان ٦٣ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>