وَلَدُ الوَزِير عِزّ الدِّين ابن المُلَثَّم، كان وَالدُه قد وَزر للِك الأفْضَل عليّ بن يُوسُف بن أيُّوب، وكان ابنُه هذا شَابًّا حَسَنًا فَاضِلًا، قَدِمَ حلَبَ، واشْتَغَل بها على شَيْخنا أبي البَقَاء يَعِيْش بن عليّ بن يَعِيْش، ونَظَم شِعْرًا جَيِّدًا.
أنْشَدَني أبو الرّبيْع سُليْمان بن بُلَيْمان (a) الإرْبِلِيّ لابن المُلَثَّم (١): [من الطويل]
وذِي هَيْئَة يُزْهي بخَالٍ مُهَنْدَسٍ … أمُوْتُ به في كُلّ يَوْم وأُبْعَثُ
مُحِيْط بأشْكَال المَلَاحَةِ وَجْهُه … كأنَّ به أُقْلِيْدِسًا يتحدَّثُ
وأنْشَدَني أيضًا لابن المُلَثَّم أيضًا:[من الكامل]
وعلى الفَتى أنْ لا يُقَصِّرَ سَعْيَهُ … يَوْمَ الرِّهَانِ ولا يُرَدُّ عِنَانُهُ
فإذا جَفَاهُ الفَضْلُ عِيْبَتْ نَفْسُهُ … وإذا جَفَاهُ الحظُ عِيْبَ زَمَانُهُ
ابنُ المَوْصُول الأسَدِيّ (٢)
من تُنَّاءِ حَلَب، ومن بَيْتٍ كَبير فيهم الوِزَارَة، كان حَسَن التَّعْبير للرُّؤيا.
أنْبَأنَا الخَطِيبُ عَبْد المحسِن بن عَبْد اللَّه بن الطُّوسيّ، قال: أخْبَرَنَا أبو عَبْدِ اللَّه بن خَمِيْس، قال (٣): وحُكِي أنَّهُ كان بحَلَب رَجُل يُعْرفُ بابن المَوْصُول من تُنَّاءِ
(a) تقدم رسمه بن العديد المواضع: بُنيمان، ليتفق بذلك مع العديد من المصادر التي أوردته وتمت الإشارة إليه لأول وروده بن الجزء الأول من هذا الكتاب، وهو بهذا الرسم -بُلَيْمان، بلام عرض النون- يوافق ما في كتاب ابن المستوفي: تاريخ إربل "نشرة بشار عواد" ٤٩٦، وقلائد الجمان لابن الشعار ٢: ٦٥.